11 مارس 2012

عملوها الصغار.. وسقط فيها الكبار



هذه حقيقة لا ننكرها، ونراها رَأْيَ العين، قام الشباب الطاهر

بثورة نظيفة سلمية، تهدف إلى تغيير الأحوال من السيء إلى

الأحسن،

قام الشباب الطاهر يرفض الظلم، ويُبغض البغي، ويدفع الشر،

خرج الشباب الطاهر بأيدٍ خاوية، وصدور عارية، ورؤوس

 حاسرة، أحرج الكبار فانضم إليهم مساعدون مسالمون متعلمون

من جيل جديد، كل الجديد، جيل رفض الخضوع والمسالمة

والمهادنة وأنصاف الحلول.
قام الشباب الطاهر يقدِّم دمه الطاهر، أو نور عينيه، أو عضوًا

من أعضائه، يرفع عاهته وسامًا وشرفًا، لا عجزًا وضياعًا، وقف

صامدًا في الميدان يواجه الرصاص والجمال والبغال والحمير،

والغازات وضخ المياه!
صامدًا يواجه الاتهاماتِ والتلفيقاتِ والتعديات!
صامدًا حتى عجز صمود الظلمة والقتلة، فانهاروا وسقطوا واحدًا

تلو الآخر، حتى سقط الرأس الحجري.
وبعد أن فرح الشباب الطاهر، وفرَّح الشعب كله، قام ينظف

الميدان، يزيل آثار عدوان جرائم المجرمين المعتدين، ويبقى آثار

الفاتحين الغازين صورًا لشهداء في وجوههم البراءة، وفي

أعينهم المستقبل وهم أموات.
تركوا ميدان ثورتهم أجمل مما كان، وذهب كل لبيته، ولعمله،

تاركًا كل شيء خلفه تامًّا نظيفًا مأمولاً، فماذا حدث؟
الذي حدث هو أن سقط فيها الكبار.. اكتشف الكبار أنهم الصغار،

أنهم غير قادرين على حماية ما أنجزه الصغار، فشلوا في أن يظل

النظيف نظيفًا، والسلمي سلميًّا، والتضحية مباركة، جلبوا

لأنفسهم بأنفسهم طرفًا ثالثًا خفيًّا، وهو معلوم،

تجبَّر عليهم وهو ضعيف، شرس في أفعاله لغياب قلبه وضميره،

تقوَّى عليهم بارتخاء القبضة وضعف الهمة، وبطء الحركة!
هذا الطرف الثالث الذي لم نعثر له على أثر، لا في أحداث محمد

محمود، ولا في أحداث
مجلس الوزراء، وأخيرًا: في الاعتداء على جمهور مسالم راح

يشجع ناديه في مباراة كرة قدم، ليس إلا!!
هذا الطرف الثالث خرَّب ودمَّر، وأوقع الطرفين في بعضهما

البعض.. بأمواله استأجر القاتلين والمخربين، ليس من أجل

 الحفاظ على مكاسبه، ولا طمعًا في منصب أو سلطة، هو يعلم

أنها بعيدة المنال؛ بل من أجل إماتة الفرحة في العيون، وانكسار

القلوب، والندم على ما حصّلناه من إنجازات، وإشعار المنتصر

بالهزيمة، وببخس ما حصل عليه.
لماذا يا من تملكون القرار والقوة أنتم بهذا الضعف؟! لماذا يا من

بيدكم عقدة الأمر أضعتم العهد؟! لماذا يا من استأمناكم ضيعتم

الأمانة؟!
اقبضوا على الطرف السائب، وحاكموا الطرف المربوط، وأنجزوا

الوعود، واحفظوا العهود؛ فسوف تسألون - ورب العزة - عن

دابة عثرت في طرف الأرض: لمَ لمْ تُعبدوا لها الطريق؟

ليس هكذا يا دكتورة





أكدت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن النقاب "لا يمت


للإسلام بصلة وهو ذو جذور يهودية"..

تقول دكتور آمنة: "كلامي عن النقاب حقيقة علمية مثبتة ومؤرخة والدليل على صحة

ما أقول هو قسم التوثيق العبري". نعم يا دكتورة للنقاب جذور يهودية.. أليست

اليهودية دين الله ونتفق معها في الشرائع؟! وطالبت نُصير بالرجوع إلى التوثيق

العبري وسفر التكوين والتلمود لمعرفة الحقيقة. دون الرجوع يا دكتورة هل جاء

الاسلام ليلغي تماما ما قبله أم ألغى بعضه وهذب بعضه وزاد على بعضه!!

وتقول: "هناك من لديهم القدرة على وهم الناس وتفسير القرآن والدين بغرض إغراقنا

وتشتيتنا ونسوا أن هذا المظهر لم يطلبه الإسلام ولم يأمر به". يا دكتورة إذا كان هذا

المظهر لم يطلبه الإسلام فهل يعاقب على فعله؟! وهل هذا المظهر غير مطلوب أيضا

لأمهات المؤمنين أم أنك ترين أن الحجاب الذي فرض على أمهات المؤمنين هو ستر

الأشخاص لا الأبدان!!

إنما التشتت هو ما فعلتيه وافتعلتيه من فزلكات بقولك ارجعوا إلى التوثيق العبري

وسفر التكوين والتلمود لمعرفة الحقيقة. وكأنك وقعت على الحقيقة الغائبة، وكأنك

تظنين أن المنتقبة ستفرح بما أتيت به فتخلع نقابها!!

ليس هذا منطق يا دكتورة، إذا اختارت بعض النساء ألا تظهر وجهها أمام الغرباء رغم

إباحته، ورغم أنه ليس مطلبا اسلاميا فهى حرة.

ولماذا جئت بعد طول وقت لاعادة مقولة الدكتورة سعاد والدفاع عنها بعد أن اعتذرت

عن كلمتها، هل هى شجاعة مفرطة، وأين كانت؟ وهل هذا وقت يحتمل بلبلة وتشتت

وفتح نار واهدار دم من جديد وقد أدركت أنه بسبب كلمة أشمئزُ، وليس بسبب القناعة

الشخصية والخبرة العلمية.!! الأمر حرية شخصية كما قلت ولكن هذا الاختيار جاء

تقليدا واتباعا لأمهات المؤمنين، وليس قراءة في التلمود.

وتقول: أنا أستاذة متخصصة وأقدم علمي للناس بغرض التنوير (واللي مش عاجبه

يتفلق). وهل أمرك الله أن تسخري علمك لتناطحي به من تكلفت الأحوط وأخذت نفسها

بالشدة وتتركي المتبرجة والسافرة والعارية دون تنوير!! وهل يجوز أن تقدمي علمك

وتنويرك بهذه الظلامية (واللي مش عاجبه يتفلق)!!

يا دكتورة لم يقل الله سبحانه وتعالى: إن علمك الاكاديمي، وقراءة كثير من الكتب

والاطلاع على التلمود وسفر التكوين هى مؤهلات لك لكي تصدري فتواك ولكن قال

سبحانه وتعالى: "اتقوا الله ويعلمكم الله"

لماذا؟.. لماذا؟ .. لماذا؟



لمشهد مؤلم جدًّا، وغير متصور ولا متوقع، وهل يُتخيَّل أن جيش


 مصر الذي حمى الثورة ينقلب عليها بهذه الوحشية، الجيش


المصري الذي لم يكن نسخة من جيش سوريا أو ليبيا في وقت


الأزمة يتشبه بهما في وقت الانتقال السلمي!!


يقتل شعبه ويسحل بناته في وحشية وإجرام لا مثيل لهما، وعلى


مرأى ومسمع، وتحت نظر كاميرات العالم والشهود!


من أعطاه الأمر بذلك؟ ولو أخذ الأمر، فكيف يجرؤ وتسمح له


 رجولته وضميره؟ كيف يتكاثر عشرات الجنود حول إنسان، شابًّا


كان أو فتاة، وينزلون بعصيِّهم وأرجلهم وأيديهم عليه، ولا


يتركونه إلا غارقًا في دمائه، مكسرة عظامه، مشدوخة رأسه، أو


لافظًا حياته،


ولماذا؟


لمجرد إرهاب الباقين على مقولة: (اضرب المربوط؟) أم لقناعتهم


أن هؤلاء بلطجية ويجب سحلهم؟ أم لعرقلة العملية الانتخابية


وإطالة أمد المجلس العسكري؟


كل هذه التكهنات هى ما يتردد بين الناس، وكلٌّ يُدلي بدلوه ويكمل


مكان علامات الاستفهام الكثيرة التي وضعها المجلس العسكري،


والمسؤول عن إدارة شئون البلد في هذه المرحلة الانتقالية!


وأيًّا كانت الأسباب والمعتقدات، فالمجلس العسكري هو المخطئ


بكل المقاييس.


لماذا؟


لأنه المسئول عن إدارة البلد حاليًّا، ولأنه الذي يملك القوة، ولو


سردنا الأحداث وأعملنا فيها العقل، نجد أن هناك مجموعة من


الشباب اعتصموا أمام مجلس الوزرا مدة 27 يومًا حتى إنهم


منعوا رئيس الوزراء ووزرائه من الدخول، وكانوا يعقدون


اجتماعاتهم في أماكن مجهولة! شيء مؤسف فعلا؛ ولكن الأشد


منه أسفًا تركهم هكذا دون مناقشة أو سؤال عن طلباتهم، أو


احتوائهم، أو حتى استخراج بيان شديد اللهجة بأنه لا اعتصام إلا


في الأماكن المخصصة لذلك، والتهديد بفض اعتصامهم بالقوة


لأنه غير سلمي، وفضحهم أمام الشعب بالصور التي التقطت لهم


من كاميرات مجلس الشعب ومجلس الوزرا، كل هذا لم يحدث،


ومن الطبيعي أن المعتصمين لمدة 27 يوما يقومون ببعض


الترفيه؛ كالسمر والغناء مثلا، ولعب الكرة أيضا، فكيف يعتبر


دخول كرة لفناء مجلس الشعب مساسًا بهيبة الدولة، ولم يعتبر


عدم تمكن وزارة بكاملها من دخول مجلسهم لا يمس هيبة


الدولة؟!!


ثم من مس هيبة الدولة أولا؟ دخول كرة إلى فناء مجلس الشعب




أم رجال الأمن يلقون بالحجارة من فوق ظهر مجلس الشعب


ونوافذه؟!!


مشهد غير حضاري وغير مألوف، ولا يدل على اشتباك بين


معتصمين ودولة؛ وإنما يدل على حرب شوارع في منطقة


عشوائية!


من هؤلاء الذين يعتلون المجلس؟ من سمح لهم؟ من تركهم كل


هذا الوقت؟ لو كانوا من الأمن والجيش وسمح لهم بذلك الفعل


الصبياني والعشوائي، فصاحب الفكرة غبي لأقصى درجة، أيًّا


كان، ولا يقدر المسئولية، وهو صاحب هدف شخصي؛ لأن


المصلحة الشخصية هى التي تعمي البصر والبصيرة، ولو كانوا


بلطجية، فأين الدولة وهم محصورون في مكان محدد، ومن


السهل جمعهم والقبض عليهم، أو حتى التمثيل بالقبض عليهم


لتبييض الوجه؟!


أيضا لم يحدث هذا، وتفاقم الأمر حتى حرق المجمع العلمي!!


انشغلت الدولة الموقرة في سحل فتاة وكشف ملابسها، وأظهر


الجندي الهمام بطولة شجاعة وهو يركلها في صدرها، وتشاغلت


عن حريق شب في تراث مصر وذاكرتها، انشغل الجنود البواسل


بالالتفاف حول غنيمة أو صيد ثمين ممثلا في شاب مهما كانت


شجاعته؛ لكي يوسعوه ضربًا وركلا، وتشاغلوا عن حريق شب


في أمن الوطن وأحرازه، وانشغلت خراطيم المياه برش


المتظاهرين، وتشاغلت عن الاتجاه ناحية حريق شب في صلب


الوطن وعموده الفقري!


كيف لا، والعقليات الحجرية، التي لا تري الحل إلا في بناء الجدر


الحجرية غير مستفيدة من من تجارب سابقة، والسور الحجري


الذي بُني أمام السفارة الإسرائيلية، وماذا كان مصيره؟! راحوا


يبنون آخر أمام مجلس الوزراء، وبعد ماذا؟ بعد ما حرق الغالي


والنفيس!!


لماذا؟


لابد أن نعود للتكهنات، مادامت الأفعال غيرَ مبرَّرة وغير منطقية،


وبطلها اللهو الخفي، والقط الأسود، وأمنا الغولة.. ونظرية


المؤامرة، والتي يجب أن يقف الشعب والجيش معًا لصدها، يقف


الجيش في صف البلطجية ويستأجرهم لضرب الشعب، وكالغريق


الذي يتعلق بقشة نجد من يتساءل: لماذا الحزب الإخواني الذي


فاز بالأغلبية الساحقة في صناديق الانتخابات بعيدٌ عن الأحداث؟


وهذا السؤال لو كان خبيثًا أو بحسن نية، فله إجابة واحدة، إنهم


بخبرة 80 سنة كر وفر، يعرفون متى يتدخلون، ومتى يحجمون؟


أو بمعنى أصح: متى وأين تحفر لهم الحفر، فيتركون الذي يحفر


ليقع فيها

28 يناير 2012

مقال استفزني عنوانه.. شيخ أزهرى يقول: أرفض حجاب ابنتى





صحيح أن الطفلة دون السادسة من العمر وهى في هذه السن

غير مكلفة بارتداء الحجاب لكن ما أبقاني على استفزازي ما

جاء في عرض الشيخ للموضع.. فهو يقول:

أحرص -وتحرص أكثر مني زوجتي- على قراءة أطفالي القرآن

وحفظه، وبما أن طفلتي الكبرى في مرحلة التمهيدي، وهي ذات

السنوات الست إلا بضعة أشهر، ستشترك في مسابقة للقرآن،

فوجئت برسالة مع الطفلة قبل يوم المسابقة بعدة أيام، تقول:

على الطفلة الحضور في الساعة كذا، مرتدية العباءة والحجاب!! 

 يقول: وطبعا لا يوجد لدى طفلتي لا عباءة ولا حجاب، وبحثت

في ملابس البنت، وفي ملابس أمها عن حجاب يناسبها فلم يجد..

 يقول:  وطبعا هذا البحث نتج عن إلغائي لعقلي وفهمي لديني

في هذه اللحظة، ثم فكرت برهة وقلت لزوجتي: فلتذهب بدون

عباءة وحجاب، وليكن ما يكون، إن هذا الأمر ليس دينا أتعبد

به، وليس فقها صحيحا ألتزم به

ويقول: هل أضع الحجاب على رأس ابنتي وأغرس فيها دون أن

أدري العلمانية التي تنادي بفصل الدين عن الحياة، وأغرس

فيها أن الحجاب موضعه فقط عندما تذهب لتلاوة القرآن، بينما

في الروضة التي تتلقى فيها تعليمها لا مانع من خلعه، وعدم

ارتدائه أساسا؟!

ويقول: ثم رحت أبحث فيما درست وقرأت في الشرع الإسلامي

الحنيف، فلم أجد رأيا واحدا يحكم على طفلة في السادسة من

عمرها أن شعرها عورة، ولا أنها ينبغي عليها ارتداء حجاب

أصلا في هذه السن، ولا هي في سن تقترب فيه من البلوغ حتى

تتمرن على ارتداء الحجاب، وإن كان الأفضل أن نشرح لمن

تقترب من سن البلوغ لماذا العفة؟ ولماذا الحجاب؟ حتى يصل

الأمر إلى قناعة شخصية داخلية، لا إلى قرار يفرض، وأن

نغرس ذلك بالتربية القوية؛ حتى يكون فعلا مأجورا على أدائه.


ويقول: ثم ما الحكمة الدينية والتربوية في أن أحرم الطفلة من


أن تعيش طفولتها بما فيها من براءة؟! وقد كنت طفلا مثلها


وحكم علي وعلى معظم الأطفال الذين يحفظون القرآن صغارا


بأن يكبروا قبل سنهم، ويعاملوا معاملة الكبار، والسبب في ذلك:


أنهم حفظة لكتاب الله.. وكأن حفظ القرآن كان عقابا لا تكريما،


دون أن يدري المجتمع للأسف، فأنت حافظ للقرآن وسنك لم


يتعد الرابعة عشرة من الآن ممنوع اللعب.. ممنوع الضحك..


ممنوع كذا وكذا.

ويقول: يحفظ الولد القرآن، أو يتفوق في دراسته فتفاجأ بأن

المكافأة التي نكافئه بها: عمرة إلى بيت الله الحرام، وهذا أمر

جميل جدا ورائع، إن كان باختيار الطفل ذاته، ولكن ما المانع أن

يكون تكريم الطفل حافظ القرآن برحلة سياحية يجمع فيها بين

المشاعر المقدسة، وتراث الإنسانية الرحب الذي يتعلم منه

نشر مقالته فتلقفها المؤيدين لمنطق الشيخ الأزهري.. فوجهت

للجميع كلمتي على النحو التالي:

السادة الأفاضل كاتب الموضوع والمعلقين.. سلام الله عليكم

وبركاته..  أكيد الحجاب فرض على المرأة البالغة وليس على

الطفلة.. وطبعا جميعكم تعرفون أن لكل مقام مقال.. والشيء

المناسب في الحال المناسب، ولا مانع من أن ترتدي الطفلة

الحجاب وهى ذاهبة في مناسبة دينية حتى تتعلم قدسية القرآن

من ناحية وارتباطه بالحشمة من ناحية، وحتى تكون مثلها مثل

بقية زميلاتها في هذه الحال ولا تشعر باختلاف أو حرج.. وليس

كما تظن أنه يفصم شخصيتها بجملتك (وأغرس فيها أن الحجاب

موضعه فقط عندما تذهب لتلاوة القرآن) أمال متى موضعه إن

لم يكن عندما تذهب لقراءة القرآن!!.. وسيادتكم ترى كيف لو

أخذوا طفلة للتمثيل كيف ستلبس ملابس الدور وتضع مكياج

الكبار، وتتكلم  بلغة الدور، وكيف إذا أخذوها إلى البحر 

ألبسوها المايوه.. هم طلبوا من الطفلة أن تأتي بعباءة وحجاب

تحية للقرآن واحتراما لخصوصيته، وافهاما للطفلة الوقار في

حضرة كلام الله "القرآن" رغم أنها لاتزال غير مكلفة، وهناك

شيء أخر روحاني في هذا الحجاب، وأنت لم تجد لها حجابا

مناسبا وأرسلتها من غيره، وهم مشكورون لم يتوقفوا عند هذه

النقطة ويحرموا ابنتك من المسابقة لتفهمهم للأمر، وكان يجب

أن ينتهي الموضع إلى هذا الحد لا أن  تكتب مقالا توقظ به

الفتنة، وأنت تفهم الجميع أن هذا المطلب  في غير محله، وغير

جائز شرعا، ولكنه يا أخي جائز حياء وعرفا.. ثم ما معنى هذه

العبارة (هل أضع الحجاب على رأس ابنتي وأغرس فيها دون

أن أدري العلمانية التي تنادي بفصل الدين عن الحياة) كيف

تلبس ابنتك الحجاب وتغرس فيها العلمانية، وما دامت العلمانية

هى هدفك لماذا تورطها في حفظ القرآن؟!  وكيف دون أن

تدري؟! وقد وجهتها الوجة التي تريدها لها وتدريها!! يا رجل لا

تخلط الأمور، ولا تحملها أكثر من حجمها، ولا تستعرض

قناعاتك التي قد تلتبس على البعض في التفسير فتجد من يقول:

"هؤلاء يضيعون الأمة بفتواهم الفاسدة"، فعرضت السادة

الأفاضل الذين أرادوا لابنتك الحشمة ولم يعترضوا على مجيئها

دون حجاب لتهمة بشعة وهى أن فتاواهم فاسدة وافسادهم في

الأرض (يضيعون الأمة).. أو من يتعجب ويصاب بالدهشة من

بشاعة الطلب فيقول (طفلة بريئة تلبس الحجاب!!) وهو اتهام

للحجاب بسلب براءة الأطفال.. فلنتق الله جميعا يا اخواني في

أقوالنا.. فقد يلقي الرجل بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في

النار أو كما قال.. وقانا وإياكم شر حصاد ألسنتنا.. والسلام

عليكم ورحمة الله وبركاته.

ست الشام زمرد خاتون






السيدة الأميرة، أم الفقراء وراعية العلم، والعلماء وأخت الملوك وعمتهم، وزوجة الملك ناصر الدين محمد بن شيركوه بن أيوب.
بنت نجم الدين أبي الشكر أيوب بن شادي بن مروان، وخاتون لقب لكل امرأة محترمة، وهذه الكلمة لا تزال متداولة عند العرب والأكراد المسلمين في العائلات العريقة في البلاد العربية خاصة العراق، لقب أبوها بالملك الأفضل
أخت صلاح الدين الأيوبي الذي لا يقل فضلا عن أبيه ، أمها ست الملك خاتون أحسنت تربيتها وجميع إخواتها، فقد ربت صلاح الدين واخوته على الصلاح والتقوى.
كانت ست الشام أحب الناس إلى قلب أخيها صلاح الدين، وكانت تتبعه في كل شيء بل وتتفوق، درست معه عند علماء الفقه وعلماء الحديث، وبرعت فيهما حتى صارت تدرسه لنساء وبنات جيلها.. وحتى صارت عالمة من علماء الشافعية.
أنشأت المدرسة الشامية البرانية والتى عرفت بالمدرسة الحسامية، كما بنت المدرسة الشامية الجوانية سنة 582 هـ، أوقفت عليها أملاكا تكفي حاجتها المالية.
واستمرت تسلك كل طريق يسلكه أخوها فكما كانت تنافسه في العلم الشرعي نافسته في تعلم الطب وصناعة الأدوية وتفوقت فيهما أيضا، وأكثر من ذلك أقامت مصنعا للأدوية.
فكانت أول امرأة تملك مصنعا للأدوية، وعملت في هذا المصنع مائة امرأة كلهن حافظات لكتاب الله، ماهرات في ركوب الخيل.. وهذا هو الشرط للعمل في هذا المصنع.
قال صلاح الدين : " ما غرت من أحد قدر غيرتي من أختي ست الشام لما تفوقت على في الطب وصناعة الدواء، وما كان هذا إلا لانشغالي بالملك، والفروسية ولم يشغلها" .
وعندما سألوها لماذا حافظات فارسات  ؟ قالت ما أراهن إلا مجاهدات يحتجن إلى ركوب ظهر الخيل ويكن في قلب الجيش، وما أرى امرأة في قلب الجيش تطبب المرضى إلا ويكون الإيمان في قلبها راسخ، وما أرى رسوخ الإيمان إلا بحفظ كتاب الله.
كان المصنع يورد الأدوية لجيش صلاح الدين.
ست الشام لم يشغلها عملها عن بيتها وزوجها.. فكانت نعم الزوجة ونعم الأم، فهى زوجة لابن عمها ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه، انجبت منه حسام الدين البطل الذي كان يحبه صلاح الدين ويفخر به حتى ظن البعض أنه ابنه وهو في الحقيقة ابن أخته وناصر الدين.. وهناك من يقول أنه ابن من زوج قبله.
وعن سر محبة صلاح الدين لابن أخته قال:
- مارأت فتى نشأ وتربى كما تربيت إلا حسام الدين، وما رأيت امرأة ربت ولدها كما ربت أمي ولدها إلا ست الشام.. بمعنى أنها هى الأشبه بأمها ست الملك خاتون.
قالت ست الشام لزوجها وأخيها قبل القتال: أريد عدة وعتاد لكتيبتي.
قال صلاح الدين: - ولماذا ؟ قالت :
- لكي نكون جاهزات عند قيام الحرب.. فقط أريد منكم الخيل.
ولا آمن على الخيل إلا أن يختاره ناصر الدين زوجي.. لما له من خبرة في الخيل.
وقادت ست الشام الكتيبة الطبية التي تسمى كتيبة الحافظات.. يطببن المرضى، ويسعفن الجرحى.. وكن فوق تضميد الجراح يقاتلن.
 حتى سمعت بخبر استشهاد ابنها في موقعة حطين بعدما أبلى فيها بلاء حسنا.
لما جاءها الخبر زغردت وأمرت الطبلخانه أن تدق الطبل ابتهاجا باستشهاد ابنها.. هكذا كانت تفهم قدر الشهادة.
لقد كانت ست الشام عالمة، عابدة ، سيدة أعمال، وقائدة.
ماتت في حياة زوجها فلم يتزوج بعدها ولما سئول قال:
- ما أرى امرأة  تعطيني من الحب ماكانت تعطيني ست الشام.
ومن قبل سألها ابنها :لماذا تحب والده بهذا القدر ؟ قالت:
ما طلبت طلبا إلا سارع به افتقدت نبتا تصنع منه خلطة دواء، فأتى به من برقة.
وقال علمت أنك تبحثين عنه وأنك تريدينه ليس لنا ولكن لعامة المسلمين.
هكذا كانت سيدة ملكات عصرها كثيرة البر والصدقة كان لها صدقة سنوية تعمل في دارها توزع على الفقراء والمحتاجين وبابها يعد ملجأً لكل قاصد.
توفيت السيدة خاتون ست الشام يوم الجمعة في 16 ذي القعدة سنة 616 للهجرة ودفنت بتربتها بالمدرسة البرانية (الحسامية) رحمها الله


23 يناير 2012

سكرة يا سكرة




سكرة يا سكرة

اضحكي لكي نرى

الشفاه والسنان واللسان والحنجره


*****

اضحكي ضحكة كبيرة

هني قلبك يا صغيرة

فرحي بابا وماما

وطيورك في الحظيره

ونقولك يا ست الكل

ياللي قلبك زي الفل

ليه تملي مكشره

****

اضحي كمان وكمان

دا انت وردة في بستان

فرشاته بكل الألوان

بتتنطط حواليك

وتقولك يا خفيفة الدم

ماتشليش للدنيا هم

دانت لسه صغيرة

28 نوفمبر 2011

آمنت بالله



ظننته في البداية غباءً، كيف يتكرر الفعل والقول ولا استفادة على الإطلاق من المواقف السابقة عليهم، والمتكررة في مشهد الثورات هنا وهناك
ثم ظننته عدم حنكة وخبرة بالسياسة، و أن أخطاءهم بلا نية مبيتة أو مؤامرة تحاك
ولكن الحقيقة الواضحة هي أنهم يمشون في طريق أراده الله لهم، لا يجنون من ورائه سوى الخزي والعار والنهاية المأساوية، كل بما يستحق؛ مبارك كانت عنده الفرصة في بداية الثورة أن يجري إصلاحات طفيفة يمتص بها غضب الناس، فيعودون بالأمل إلى منازلهم.  فلم تكن مطالبهم سوى حرية وعدالة اجتماعية، ولكنها إرادة الله أن يعاقبه بالبطء وقلة الرأي ومحاولة التعمية، فزادت المطالب؛ حتى قالت الثورة كلمتها الفاصلة" ارحـــل"
والمجلس العسكري - وهو غير الجيش - جاءته فرصة من السماء ليدير شئون البلاد، وأخذ أكثر من فرصة، وأكثر من الوقت المفروض، فلم يسعفه الوقت، تبعًا لميراث البطء، ولم يسعفه العقل تبعًا لتحجره، ولم تسعفه الرغبة الصادقة في تحقيق غايات الثورة؛ لأنها غير موجودة، وليس له هم سوى محاولة "تستيف" الأمور على مزاجه، وبما يضمن له الهيمنة الكاملة، وإطالة مدة بقائه، مدونًا كل هذا فيما يسمى وثيقة السلمي، فقامت ضده الثورة الثانية
وكانت أمامه أيضًا الفرصة ليستوعبها من بدايتها، فلم تكن المطالب سوى رفض وثيقة السلمي، وتحديد موعد زمني لنقل السلطة، ولكن الصلف العسكري أوقعهم فيما وقع فيه السابقون، وكأن السطر الذي يكتب في صفحات التاريخ يمحى قبل أن يقرأ وتعود الصفحات بيضاء خاوية. و أخيرًا بيان المشير الذي جاء متأخرًا كعادة بياناتهم، وجاء جافًا خاويًا من الروح ومن الصدق كعادة قلوبهم، وجاء متعاليًا مذكرًا بالأفضال والمنة على الشعب كعادة لئيمهم
متأخرًا لأنه كان يكتب وينقح ويحذف منه ما يمس القلب ويثلج الصدر، ويضع فيه ما يحمر العين ويكشر الناب، ملوحًا بالعصا و دون الجزرة. أهم ما استوقفني في الخطاب هو الحرص على بناء الأمن وإعادة قوته، وهو الذي كان قد فقد قدرته على الحماية، والحقيقة أنني أشهد لهم بالنجاح في إعادة بناء قوة الأمن؛ فقد سلحه بذخيرة أكثر فتكًا، واستورد له من إسرائيل مبيدًا مدمرًا للأعصاب، يصيب بالإرهاق والعته

وأطلق يده في ثوار يعتقد أن له عندهم ثأر إهدار الكرامة، من هزيمتهم السابقة في 28 يناير، وانسحابهم مخذولين، وفي البلطجية العوض عنهم
المشير يقرأ من جهاز بكلمات محضرة، عسكرية صرفة، ولا يقرأ من قلبه وعاطفته حزينًا مما وقع من أحداث بينة، لماذا لم يخرج على الشعب والثوار ويكلمهم بلغتهم؟" أعتذر عما حدث"، و أنه سيعاقب المتسبب، ومن الآن تنسحب الشرطة من الميدان، و"تفضلوا بتسلم السلطة فليس لنا طمعًا فيها، وقد ثبت فشلنا"؟ قد يقول قائل إن ما تقولين يصلح لافتات للمدينة الفاضلة التي لا تحدث إلا في الأحلام، وقد يقول قائل لم يفعل ذلك لأنه طامع في السلطة، ولأنه المستورد من العدو المبيد البشري، وهو الذي أعطى الأوامر أو على الأقل لم يستنكرها، وقد يقول وقد يقول... ولكن لي رأي آخر، هو تخطيط رباني، لكي يصعد الغث فيُجتث، مخطيءٌ من يظن أن الثورات العربية جميعها قامت ضد الحاكم بشخصه، و ترغب تغيير الوجوه، لا، هي ضد الجهل والغباء، ضد الظلم وصناعة التابعين المضللين، والملاحظ ارتفاع مستوى التوعية عند الشعب، وقدرة الكثيرين على فهم الأمور وما يدور حولهم، وتحليل الأحداث، والمشاركة الإيجابية، ولو بالكلمة، كل هذا ما كان لينكشف لولا الثورات التي بدورها أفرزت الرجال القادرين على الاعتراض، والتصدي بصدورهم مقابل المبدأ والهدف. أما الأشخاص؛ فيرديهم الله بأفعالهم. يتجبر زين العابدين بن علي فيفر كالنعاج، يتحكم حسني مبارك وحكومته فتتلقفهم السجون ويحاكمون، يتعالى القذافي ويصف شعبه بالجرذان فيمسك من جحر الجرذان، يشير ابنه بإصبعه مهددًا فيقطعه له الثوار، يشعلها علي عبد الله صالح فيحرق ويشوه مرحلة أولى، مصير بشار الأسد بات قاب قوسين أو أدنى... فهل من معتبر يعلم أنه يؤخذ بقدرة الله لا بقوة
قمعه!!