28 ديسمبر 2008

يا حماة الحق هبُّوا





 


يُفَزِّعُنَا جَحِيمٌ مِنْ عُقُوقٍ = مِنَ الأَعْدَاءِ لِلْبَلَدِ الشَّقِيقِ






وَنَهْلَعُ حِينَ تَفْجِعُنَا قَنَاةٌ = عَلَى أَشْلاَءِ أُخْتٍ أَوْ صَدِيقِ






وَيَنْفَطِرُ الفُؤَادُ إِذَا رَضِيعٌ = تَغَضَّنَ وَانْطَفَى وَهَجُ البَرِيقِ






وَثَكْلَى ضَاعَ عُمْرَاهَا هَبَاءً = شَبَابُ العُمْرِ لِلْوَلَدِ اللَّصِيقِ






وَضَاعَ البَيْتُ وَالأَمَلُ المُفَدَّى = يُؤَجِّجُهَا المُحَنَّكُ فِي الحَرِيقِ






بُيُوتٌ رُكَّعٌ شَجَرٌ مُسَجَّى = يُمَهِّدُ عَهْدَ خَارِطَةِ الطَّرِيقِ






وَتَكْتَئِبُ الضَّمَائِرُ عِنْدَ زَعْمٍ = مُدَانِ الفِعْلِ مَسْلُوبِ الْحُقُوقِ






وَتَنْهِـقُ بِالصُّـرَاخِ وَمَا عَسَاهُ!! = أَتَأْتُونَ العَزِيمَةَ بِالنَّهِيـقِ!






نُنَادِي: يَا حُمَاةَ الحَقِّ هُبُّوا = إلى ماضٍ من المجدِ العريقِ






أَلاَ تَسْتَذْكِرُونَ بِسَبْقِ فَضْلٍ = سَوَاعِدَ آزَرَتْ رُوحُ الفَرِيقِ






أَلاَ يُغْرِي لِعِزِّكُمُ طُمُوحٌ = بِبَذْلِ الجَهْدِ وَالعَزْمِ الوَثِيقِ






وَنَدفِنُ بَعْدَ يَوْمٍ مَا دَعَانَا = إلى الأحْزَانِ في بَحْرٍ عَمِيقِ






فَذَاكِرَةُ العُرُوبَةِ تَحْتَ جِلْدٍ = سَمِيكٍ مَاتَ مِنْ زَمَنٍ سَحِيقِ






كَأَنَّ العِـرْقَ مَمْلُوءٌ بِمَاءٍ = بِلَـوْنٍ أَحْمـَرٍ وَبِلاَ رَحِيقِ






لِحِينِ يَطَالُنَا خِزْيٌّ جَدِيدٌ = نَضُمُّ الْهَمَّ في حُزْنٍ وَضِيقِ






*****







05 ديسمبر 2008

ثوبها دفء ولين




:

*****

يَا طَائِرَ اللَّيْلِ الحَزِينْ = احْذَرْ يُبَاغَتُك الحَنِينْ



افْرِدْ جَنَاحَكَ فِي السَّمَا = ءِ وَطِرْ بِهِمْ فِي السَّالِكِينْ



دُرْ فِي فَضَاءِ الْكَوْنِ دُرْ = وَابْصُقْ عَلَى الظُّلْمِ المُبِينْ



وَانْظُرْ لأَعَدَاءِ السَّلا = مِ يُنَكِّلُونَ وَشَامِتِونْ



أَرَأَيْتَهُمْ كَمْ أَزْهَقُوا = وَرْدًا مَضَى فِي الخَالِدِينْ



كَمْ طِفْلَةٍ.. وَشَقِيقِهَا = بَدْرُ الْبَرَاءَةِ وَالجَبِينْ



كَانُوا طُيُورًا حَوْلَ أُمْ =مٍ ثَوْبُهَا دِفْءٌ وَلِينْ



حَوْلَ الطَّعَامِ تَحَلَّقُوا = فِي حِفْظِ رَبِّ الْعَالَمِينْ



لَوْ أَنْ دَرَوْا غَدْرًا بِهِمْ = كَانُوا بِأَمْنٍ سَالِمِينْ



لَكِنَّهُمْ فِي لَهْوِهِمْ = بَاتُوا بِسِنٍّ ضَاحِكِينْ



وَدُعَاؤُهُمْ: رَبِّي الأَمَا = نَ، وَنَصْرُهُ حَقُّ اليَقِينْ



تَحْكِي حَنُونٌ أُمُّهُمْ = عن فَجْرِ نَصْرِ الحَالِمِينْ



بِاللهِ تُقْسِمُ أَنْ يَجِي = ءَ كَفَلْقَةِ الصُّبْحِ المُبِينْ



وَتَخَيَّلَتْ مُسْتَقْبَلاً = لِلإِبْنِ مَرْفُوعَ الجَبِينْ



كَانْ الدَّوِيُّ مُلاحِقًا = حُلْوَ الحِكَايَةِ بِالمَنُونْ



فَتَزَلْزَلَ الْبَيْتُ الَّذِي = كَانَتْ جَوَانِبُهْ الحَنِينْ



سَقَطَ السَّقِيفُ عَلَيْهِمُ = وَتَفَرَّقَ الحُلْمُ الضَّنِينْ



فَتَنَاثَرَتْ أَشْلاؤُهُمْ = مِنْ غَدْرِ أَوْلادِ الَّذِينْ



وَعُيُونُنَا مِنْ زَهْوِهِمْ = مَا بَيْنَ حُلْمٍ أَوْ يَقِينْ



****



يَا طَائِرَ اللَّيْلِ الحَزِينْ = كَفِّنْ جَنَاحَكَ جُرْحَهُمْ



وَارْسُمْ بِذَاكِرَةِ المَدَى = صُوَرَ الْبَرَاءَةِ .. أُمَّهُمْ



إِنْ كَانَ فِي طَعْمِ الرَّدَى = مُرٌّ يُغَيِّرُ ذَوْقَهُمْ



فَلَهُمْ بِأَعْيُنِنَا الضِّيَا = ءُ وَمَا يُثِيرُ بِهَمِّهِمْ



فِي الأَرْضِ عِطْرٌ ذِكْرُهُمْ = جَنَّاتُ فِرْدَوْسٍ لَهُمْ