08 نوفمبر 2010

تطاول على .. وسب أمي



لماذا غضبتُ من المدعو "ياسر حبيب" الذي سبَّ السيدة عائشة - رضي الله عنها - زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابنة أبي بكرٍ الصِّدِّيق - ثاني اثنين إذ هما في الغار - وأُريد أن أقاضيَه؟
هل لأنه يعتنق فِكرًا غير فكري؟ بالطبع لا، فليعتنق ما يشاء،
هل لأنَّ له وجْهة نظرٍ مختلفة عمَّا أعتقده؟ لا، فليتبنَّ ما شاء من الفكر،
هل لأنه لا يعترف بأبي بكرٍ وعمر وحَفْصة وعائشة؟ لا، فليُعْلِن عدم اعترافه كما يشاء.

ولكن أقاضيه؛ لأنه سبَّني أنا شخصيًّا، وسبَّ أُمِّي، والسبُّ والقذف له عقوبة شرعيَّة وعقوبة قانونيَّة.

أما العقوبة الشرعية، فهي:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 23].

أما العقوبة القانونية، فهي:
نصُّ المادة حسب القانون المصري الذي أنتمي إليه: مادة (306):
"كلُّ سبٍّ يتضمَّن بأيِّ وجهٍ من الوجوه خدشًا للشَّرف أو الاعتبار، يعاقب عليه في الأحوال المبيَّنة بالمادة (171) بالحبس مُدة لا تجاوز سنة، وغرامة لا تقل عن ألف جنيه، ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين".

ونصُّ المادة في القانون الكويتي الذي ينتمي إليه (المادة 209):
"كلُّ مَن أسندَ لشخصٍ؛ في مكانٍ عام أو على مَسمعٍ أو مَرْأى من شخصٍ آخرَ غير الْمَجني عليه، واقعة تستوجبُ عقاب مَن تُنسب إليه أو تُؤْذي سُمعته، يُعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنتين، وبغرامة لا تجاوز ألفَي "روبية"، أو بإحدى هاتين العقوبتين".

ومَن ترَكَ على مرِّ الزمن الذي يَسبُّه في دينه وعِرضه ومُعتقده بلا عقاب؟! هل كان يتسامح أهْلُ الجاهلية مع مَن يسبُّ آلهتَهم، وهي أصنامٌ من حجرٍ وخشب وعجوة؟! حينما عابَ سيدنا إبراهيم الأصنام وكسَّر بعضَها، ماذا فعلوا به؟ ألقوه في النار.

أنا أيضًا لن أتركَ مَن سبَّني بلا عقاب، قد يقول قائلٌ: هو لم يعرفْك ليَسُبّك، أقول: بل يعرفني عندما عرَفَ أنَّه يوجد عددٌ من المسلمين السُّنة، وأنَّ هؤلاء يؤمنون بأن السيدة عائشة - رضي الله عنها - طاهرة مُطهَّرة، وبريئة مُبرَّأة بالنصِّ القرآني الحاكم لي وله، فهي أُمُّهم، ولم يتوجَّس خِيفة بأن يهبَّ كلُّ هؤلاء لنُصرة أُمِّهم بالقصاص منه، فهو أيضًا يستخفُّ بعقولنا نحن أهْلَ السُّنة والجماعة، أقاضيه؛ لأنه لم يسبَّها في جمْعٍ من أهْل مِلَّته، بل أخَذَ سبّها صفة العَلَن حين اتَّخذ مؤتمرًا في ذِكرى وفاتها حشَدَ له وجهَّزَ له كلَّ وسائل النشْر والإذاعة، ليصلَ صوتُه لكلِّ مسلم وغير مسلم في كلِّ بقاع العالم، ويبقى في سريره آمنًا!!

أقاضيه لأنَّه رماها بما ليس فيها من فُحشٍ وتبرُّج وغيبة، بل واتَّهمها بقتْل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يُسمَّى في القانون الوضعي سبًّا وقذْفًا.

فاجتمع مع سبِّها ومع صفة العَلَن أيضًا الكذب والبُهتان والافتراء المشمول باليمين المغلَّظة، فوقَعَ أيضًا في الحَلِف الكاذب.

أهيبُ برجالات الأُمَّة ونسائها أن يأخذَ كلٌّ منهم على عاتقه شخصيًّا مسؤوليَّة أنَّه المعني والمقصود بالسبِّ حين سُبَّتْ أُمُّه، ويجب ألاَّ نستهين بهذا الأمر ولا بهذا القول، وكما قال المثَلُ: إنْ كان عدوُّك نَمْلة، فلا تنم له، الكلُّ يجب أن يجاهدَ بطريقته، ولا بُدَّ وأن نكونَ على قلبِ رجلٍ واحد دون رأْفة ولا هَوَادة، وأنْ يكونَ القصاص بالتعذير؛ حتى يكونَ عِبرة لمن تُسوِّل له نفسُه، ولا يكون هذا الدَّعِيّ المدَّعِي هو بداية لكلِّ مَن أراد أن يُدْلِي بدَلْوه، ويستعرض زلاَّت لسانه.

السباق العالمي







نام المواطن  الأمريكي يوم الاثنين، وعندما استيقظت في الصباح الباكر،
وقطع أحدهم ورقةً من مفكرة الحائط، فوجِئ بأنَّ اليوم الأربعاء.


سأل من حوله: ما يجب أن يكون اليوم؟ قالوا: الثلاثاء.

شَهِقَتْ تلافيفُ مُخِّه وزفرت، ولكن التقويم يشير إلى الأربعاء!

لا بد أنَّ هناك خطأً ما.


ولكن مُذيع التليفزيون يقول: الآن نقدِّم لكم أخبار الأربعاء.

ما زالت تلافيف الدِّماغ تتقلَّص.


اندفع إلى المذياع يقلِّب محطَّاته وهو يردِّد:

معنى ذلك أننا نِمْنا يومًا ونصف اليوم.

أكَّدت الإذاعة أن اليوم الأربعاء، فكان لا بدَّ من الخروج

من هذا الحيِّز الضيِّق إلى عجيج التجمُّعات البشرية،

ونقيق ضفادعها.


وما أن وَطئ الشارع، حتى شعر بالأزمة على أتُّونها،

التساؤل عام، والبلبلة تملأ الأذهان، سمع من يتساءل:

كيف ننام كأهل الكهف؟ 

دقَّق فيه، إنه مزدوج الجنسيَّة المسلم.


المصالح والشركات مرتبكة الحركة،

الوضع غير عادي، فإذا ما اطلعوا على الوقت في العالم الثالث،

 وعرفوا أنهم في يوم الثلاثاء، زادت دهشتهم وحيرتهم.

ماذا حدث؟! والأخطر: لمن يتقدَّمون بشكواهم؟!


لم يطل الوقت، الإعلام الأمريكي الديمقراطي الذي يمدُّ الشعب

بخيوط الحقيقة مهما تعقَّدت،

حلَّ اللغز بإعلانه عن استضافة رئيسهم الجديد

صاحب الفكر الألمعي.


تململ كثيرًا وهو يستمع للرئيس يقول:

نحن الدولة العظمى، نحن السبَّاقون في كلِّ مناحي الحياة،

 نحن أول العالم،

لقد وعدتكم في برنامجي الانتخابي أن نكون الأسبق دائمًا،



فكيف تسبقنا شعوب العالم الثالث بالزمن؟!

كيف يستقبلون اليوم الجديد قَبْلَنا بعدة ساعاتٍ؟!

من فعل هذا الجُرْم بحقِّ قارتنا المعظَّمة؟!

حبس أنفاسه كباقي البشر يحبسون أنفاسهم،

وقبض الطير أجنحته عاجزًا عن الحركة،

بينما الرئيس يكمل:


وها أنا أفاجئُكم بالأمر،

فكما أن الإنجازات العظيمة تبدأ فكرةً في الرأس،

ثم تُدْرس وتتحقق على أرض الواقع؛

فعلى مراكز البحث والفلك والجغرافيا،

والمهتمين بخطوط الطول والعرض:

أن ترتِّب نفسَها وتعدَّ أوراقها،

وتعيدَ حساباتها وتخبر الدنيا بالتوقيت الجديد.


زاغ بصره ولفت رأسه مع الإذاعات،

وهي تعلن عن رفع حالة التَّأهُّب القُصْوى

في مراكز البحث الأمريكي،

مستعينين (برزنامة) العالم وتواريخ البشر.


وهرجت مراكز الأبحاث بعلمائها ومَرجت بمساعديهم،

وسكن الجميع حول موائده المستديرة والمستطيلة،

ثم زفروا زفرةً كإشارةٍ للبدء.


لم تنتظر الناس في قارة أمريكا، ولا في أيِّ مكانٍ من العالم

رأيَ العلماء، ولم يصبروا على أتُّون الحَيْرة حتى تأتيهم الأخبار؛

 بل صاروا يتكهَّنون ويخمِّنون، ويراسلون بعضهم بعضًا،

 مبدين وجهات نظرهم.


رسائل النت صافَّات ويقبضنَ في رحلات مكوكيَّة

بين مؤيِّدٍ، ومعارضٍ، وبين بين.


يقول الأمريكي المتعصِّب:

لنا الحقُّ أن نسبقَ، نحن أَوْلَى بتعديل الزمن،

وقد عدَّلناه بالفعل، واخترعنا (الفيمتو ثانية).

تأتى فورًا رسالة المصري متفاخرًا:

الفيمتو جاء من عقليةٍ عربيةٍ مصريةٍ.


وقرأ جملةَ العراقي وهو يلوح بالحذاء:
نحن من علَّم البشرية الحضارة، وأوَّل من أهدى (شرلمان)

ملك فرنسا الساعةَ، فارتعب منها.


رسالة الأفغاني من خندقه تقول:

وإن سبقوا الزمن، نحن المجاهدون الذين قهرنا السوفييت

والأمريكان، السيف أصدقُ أنباءً من الكُتُب ومن الزمن.


ولم يقف الإسرائيلي المتفرعِن متفرِّجًا، بل أرسل يستنكر:

هل جُنَّت أمريكا وصارت سيدةَ الزمن بلا منازع،

وقبل أن نأذن لها، لا بد من أنها تقصدنا بهذا الفعل؛

 لأننا من سُكَّان المنطقة العربية.

فلتجنِ نتيجة تصرُّفها حسرةً.


ولما فضَّ رسالة الفلسطيني، وجده يتَّهمُ إسرائيل

 بأنها من المخططه، وأن هذا ضمن بروتوكولات صهيون،

أكمل وهو ينحني ليلتقط حجرًا، لن نترك المقاومة وسنبقى.


ويتشف السعودي برسالةٍ جاء فيها:

أنا أفكِّر في الموضوع من زاوية مغايرةٍ تمامًا،

هل لهذه الظاهرة أصلٌ في القرآن الكريم؟


يضحك الأمريكي بنصف ثقةٍ:

كل عِلْمٍ نخترعه يجدون له أصلاً في قرآنهم،

حقيقي أنه يصفُ مراحل تطور الجنين في كلماتٍ معدوداتٍ،

ونحن نفني أعمارنا في بحث ومراقبةٍ، ويتنبَّأ بصعود القمر ويحكي عن انشقاقه قبل مئات من التجارب والفشل،

ومع ذلك فليس له حيلةٌ في هذه المفاجأة.


راحت إيميلات النت ورسالات الماسنجر بالتفسير الديني

وعادت بمفاجأةٍ جديدةٍ.


فجَّرت الصين خبرًا أذهل الجميع،

وها هي ذا تحذِّر أمريكا من مغبة فعلتها:

برغم الصراع التكنولوجي بيننا وبينكم،


إلا أنه من واجبنا أن نقدِّم لكم النصح،

فَرْق اليوم هذا سيؤخِّركم عنَّا عشرات السنين،

يوم بلا عمل، يوم بلا ملامح، وليست النصيحة خالصةً لمحبتكم،

 إنما رغبة ليظلَّ الصراع مستمرًّا، والحافز على الإنتاج موجودًا.


التقط مركز أبحاثهم الفكرة وحسم رأيه:

نعم، نحن نتقدَّم كلَّ دقيقةٍ وساعةٍ، وكل فيمتو ثانية،

وندوِّن منجزاتنا لحظةً بلحظة،

وفي هذه الحالة سيحاسبنا التاريخ عن هذا اليوم،

 كيف سقط دون مبرر أو منجز؟


وما أن وصلت مجموع الآراء إلى صاحب الفكرة الاستباقيَّة،

 حتى جفَّ حلقه، وعقد لسانه،

فأعلن بالإشارة والهمس عن سحب فكرته و.. قَطَب.


05 نوفمبر 2010

بريئة مبرأة

بريئة مبرأة



أُمَّاهُ ذَا قَلْبِي فِدَا *** وَقَضِيَّتِي فِي الْمُبْتَدَا



لاَ أَتْرُكُ الشُّؤمَ الْجَهُو *** لَ وَشَاتِمِيكِ الْحُسَّدَا



يَسْتـَلُّ سُـمَّ لِسَـانِهِ *** غِرًّا عَـيِيّـًا أَرْمـَدَا



يُلْقِي اتِّهَامَ الكَاذِبِي *** نَ وَقَوْلَ فُحْشٍ رَدَّدَا



سَهْمٌ بِكَيْدِ الْمُرْجِفِي *** نَ الْمُغْرِقِينَ تَمَرُّدَا



عَافَ النَّهَارَ وُضُوحَهُ *** عَابَ الطَّهَارَةَ أَجْحَدَا



لَنْ يَنْفُثَ الْغَيْظَ الَّذِي *** يَرْجُوهُ أَمْسِ أَوْ غَدَا



بُرِّئْتِ أُمِّي مِنْ حَقُو *** دٍ عَيْنُهُ تُبْدِي العَدَا



ذُكِرَتْ بِطِيبِ بَرَاءَةٍ *** فِي الأَرْضِ رَدَّدَهَا الصَّدَى



جَاءَتْ بَرَاءَتُهَا هُدًى *** بِالآيِ تُتْـلَى سَرْمَدَا



فِي سُورَةِ النُّورِ الَّتِي *** نَثَرَتْ مَزَاعِمَهُمْ سُدَى



سَمْعًا أَطَعْنَا رَبَّنَا *** أَعَلَيْتَ فِيهَا السُّؤْدَدَا



يَا رَبَّةَ الْعِرْضِ الْمَصُو *** نِ الْعَقْلُ زَانَكِ بالهُدَى



بِنْتُ الكِرَامِ كِبَارُهُم *** يَرْجُونَ فَضْلاً أَمْجَدَا



نِصْفٌ الشريعة عِنْدَهَا *** يَتَسَابَقُونَ تَزَوُّدَا



ما للضَّعِيفِ بِبَابِهَا *** عِنْدَ الوُقُوفِ مُجَدَّدَا



إِلاَّ إِجَابَةُ حَاجَةٍ *** مِنْ كفِّهَا فَاضَ النَّدَى



وَعَطَاؤُهَا مِنْ طِيبِهَا *** دَوْمًا تُمِدُّ بِهِ الْيَدَا



قَالَ الرَّسُولُ بِفَرْحَةٍ: *** جِبْرِيلُ جَاءَ مُؤَيِّدَا



جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَ *** مَ جَبِينُ طُهْرٍ وُرِّدَا



وَأَطَلَّ مِنْ فَوْقِ الْغُيُو *** مِ سِرَاجُ نُورٍ أُوقِدَا



سُقِيَتْ بِنُورٍ بَاهِرٍ *** لَهِجَ الْجَنَانُ لَيَحْمَدَا



خَسِئَ الَّذِي مَا عَابَهَا *** حَتَّى اسْتُذِلَّ مُؤَبَّدَا



هَذَا الدَّعِيُّ مُنَافقٌ *** يجني جَزَاءً أَسْوَدَا



هَذَا الدَّعِيُّ مُبَاهِتٌ *** وَنِضَالُنَا كَيْ يُبْعَدَا



لَمَّا تَشَيَّعَ مُنْكِرَاً *** وَحْيَ السَّمَاءِ وَقَدْ بَدَا



جَمَعَ الْمَحَاسِنَ صَاغَهَا *** بِالْحِقْدِ لَمَّا نَدَّدَا



الوَحْيُ يَنْزِلُ وَالرَّسُو *** لُ بِفَرْشِهَا مُتَمَدِّدَا



لَمَّا أَرَادَتْ عِقْدَهَا *** وَالْجَوُّ كَانَ مُلَبَّدَا



شبَّ النِّفَاقُ بِرَأْسِهِ *** مِنْ جُحْرِهِ كَي يُفْسِدَا



فُرِضَ التَّيَمُّمُ مِنَّةً *** مِنْ أجْلِهَا يَا َسُجَّدَا



عِنْدَ ابْتِلاءٍ خُيِّرَتْ *** بَدْءًا بِهَا مُتَعَمِّدَا



فَمَضَتْ تُجِيبُ وَصَوْتُهَا *** كَالطَّيْرِ فِي رَوْضٍ شَدَا



كَانَ الصَّوَابُ: مُحَمَّدًا *** مَنْ غَيْرُهُ كَيْ أَنْشُدَا؟!



فَحَذَتْ بَقِيَّةُ زَوْجِهِ *** حَذْوَ الطَّهُورِ تَعَبُّدَا



اللهُ زَوَّجَهَا النَّبِيَّ *** الْوَحْىُ كَانَ الْمُوفَدَا



وَتُزُوِّجَتْ بِكْرًا فَأَخْ *** لَى القَلْبُ فِيهِ مَقْعَدَا



قَالَ النَّبِيُّ حَبِيبَتِي *** لا يُؤْذِهَا مَنْ عَرْبَدَا



هُوَ فَرْضُ عَيْنٍ نَصْرُهَا *** مَهْمَا الْمُحِبُّ تَكَبَّدَا



مِنْ أَجْلِ وَاسِعِ جَنَّةٍ *** الْمُؤْمِنُونَ لَهَا فِدَا



كم كَانَ يَسْأَلُ حِبُّهَا *** عَنْ يَوْمِهَا مُتَوَدِّدَا؟



مُسْتَبْطِئًا طُولَ الْغِيَا *** بِ وَإِنْ بِوَصْلٍ أَشْهَدَا



وَلِذَا نَرَاهُ مُوَدِّعًا *** فِي دِفْئِهَا مُتَوَسِّدَا



وَهِيَ الصَّدِيقَةُ وَالْحَبِي *** بَةُ وَالصَّفِيَّةُ مَحْتِدَا



يَا بِنْتَ أَصْدَقِ صَادِقٍ *** عَفَّ اللِّسَانِ مُفَرَّدَا



وَرَفِيقِهِ فِي هِجْرَةٍ *** حَتَّى الْمَمَاتِ مُجَنَّدَا



صَدَقَ النَّبِيُّ جَوَابَهُ *** مَنْ يَسْتَمِيلُ مُحَمَّدَا؟



قَالَ: الْحَبِيبَةُ عَائِشٌ *** يَا سَائِلِينَ عَلَى الْمَدَى



مِنْ أَجْلِ طِيبِ خِصَالِهَا *** بَاتَتْ حَبِيبًا أَوْحَدَا



فَلْيَخْسَأِ الْغِرُّ الْجَهُو *** لُ فَقَدْ تَغَشاهُ الرَّدَى



وَهِيَ الأَثِيرَةُ وَالْوَدُو *** دُ وَنَصْرُها كَيْدُ العِدَا



كَانَتْ وَفِينَا لَمْ تَزَلْ *** أُمًّا لَنَا وَالْمَقْصِدَا

25 سبتمبر 2010

سلامتك سلامتك



سلامتك سلامتك**** يا عيون مامة مامتك



يا ننه يا منوره



أشيلك واضمك *****زى ما شلت أمك



كتكوته وصغيره



****



ألاعبك والاعبك **** وتجري وانا في كعبك



وتكسري لعبك



زي ما كانت أمك



شقيه وصغيره



***



وتاكلي بايديه **** لقمه نونو طرية



وتعضيني عضه



زى ما كانت أمك



عضاضه وصغيره



****



وتجري لننتك **** وفي ايدك شريطك



أربطها بشعرك



زي ما كانت أمك



دلوعه وصغيره







24 سبتمبر 2010

سألت ماما



 
سألت ماما سؤال فين ربنا العالي

مكانه كل مكان واللا هنا في بالي

قالت لي ماما استنه

عيد السؤال واتأنى

فيه نار وفيه جنه

واتأنى في سؤالي

****

قالت لي ماما روح للوردة واسألها

مين دب فيها الروح وبهاها وجمالها

مين خلاها تضحك للشمس والميه

مين خلاها تبكي في كتابي وايديه

غير ربنا العالي

واتأنى في سؤالي

****

قالت لي ماما شوف الشمس بتنور

وتلف كل الكون ع الجحر بتدور

مين خلاها تطلع نفس المعاد بالظبط

مين خلاها ترجع وتروح تنام وتغط

غير ربنا العالي

واتأنى في سؤالي





أنا أعمل ايه




يا سمكة مالك حيرانه

رايحه وجايه وقلقانه

حواليك المية وعطشانه?

أمال أنا أعمل إيه

***

ويا بلبل مالك متحير?

في القفص الذهبي متصور

والأكل عندك متوفر

أمال أنا أعمل إيه

***

ويا شمعه مالك بكيانه?

ودموعك نازلة حرانه

الناس حواليك سهرانه

أمال أنا أعمل إيه

***

يا وردة أنت ست الكل

بتعيشي في الشمس والظل

وراضيه بالطين والميه

منك عرفت أنا أعمل إيه

17 سبتمبر 2010

المعطف الثلجي




الْمِعْطَفُ ثَلْجِيٌّ فِعْلاً = وَالثَّلْجُ حِفَاظُ الأَجْسَامْ



وَبِغَيْرِ لِسَانٍ ذَا وَهْمٌ = وَالصَّمْتُ حَيَاءٌ وَسَلامْ



ثَرْثَارٌ أَنْتَ كَعَادَتِكِمْ = وَكَثِيرُ الأَقْوَالِ مُلامْ



صَمْتِي قَدْ أَحْيَا عُصْفُورًا = مِنْ وَهْمِ الْعَيْشِ كأَحْلامْ



وَالصَّدْرُ لِمَأْمَنِهِ بَيْتٌ = دِفْءٌ يَحْيَاهُ بِإِنْعَامْ

***

تَتَحَدَّثُ عَنْ خُصَلِ الشَّعْرِ = وَحِذَائِي .. لَوْنِ الفُسْتَانْ



تُغْرِيكَ حَكَايَا الأَلْوَانِ = وَالْعِطْرُ .. بَيَاضُ الأَسْنَانْ



وَالأُنْثَى فِي أَعْمَاقِي تُعْــ = ــلِنُ قَبْلَ الأُنْثَى إِنْسَانْ



بَحْثِي فِي الجَزْرِ وَفِي المَدِّ = فِي الذَّرَّةِ كَوْنِ الأَكْوَانْ



وَأُخَالِفُ تَنْظِيمَ النَّسْلِ = هَمِّي مُشْكِلَةُ السُّكَّانْ



يُؤْلِمُنِي وَضْعُ الإِخْوَانِ = فِي ظِلِّ حُقُوقِ الإِنْسَانْ



لَوْ أَنَّكَ يَوْمًا تَفْهُمُنِي = لَمْ تَشْـكُ بأَنَّا ضِدَّانْ



16 سبتمبر 2010

من جيهان السادات إلى سوزان مبارك




عزيزتى صاحبة العصمة السيدة سوزان مبارك حرم رئيس مصر الحالى


أكتب إليك وأنا لست مضطرة للكتابة، وأنت لست بحاجة إلى عناء القراءة، لكنه الظرف الزمانى الذى عشته والمكانى الذى أقمت فيه، يدفعاننى للتبصير ومحاولة تجنب أخطاء وقعت فيها وقت أن كنت حرما لرئيس الجمهورية، وكان المسئولون حولى يحومون كالفراشات، وكل سعيد بأن يفقد روحه بالقرب من وهجى المتقد وضوئى الساطع، ويعتبرونه استشهادا فى حب الوطن. أسمعوننى من المديح مالم يسمعه الحواريون لسيدنا عيسى عليه السلام، ولا الصحابة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وأسبغوا على من الألقاب النفيسة ما تنوء الجبال بحمله، ووصفونى بحكمة تفوق حكمة سقراط وإفلاطون وأرسطو.. وللأسف صدقتهم. وبعد أن اغتيل زوجى الرئيس السادات، تواريت عن الأنظار، وانطفأت هالات النور المشعة، وتبدل الحال، اكتشفت أن الفراشات الهائمة ما هى إلا كائنات صدئة ذوات قلوب جامدة، تتلون بهتانا وزورا حسب الطلب والمصلحة. وأنا فى الظل –بعيدا عن الحكم- لم يتصل بى أحد تعبيرا عن مودة ولاعرفانا بجميل. وكان أول شيء استهل به العهد التالى لحكم السادات، عهد مبارك، هو محاكمة أقرب الناس للرئيس السادات –شقيقه- بتهمة التربح باستغلال النفوذ، وفرضت الحراسة على أمواله. وما فعله شقيق السادات وحوكم بسببه، يتضاءل حتى التلاشى ويعتبر فضيلة أمام ما يصنعه النظام الحاكم الآن من نهب وسلب واغتصاب.


تعرفين الداعى لرسالتى هو النصح والنصيحة وتجنب الوقوع فى مستنقع النفاق السياسى، والتعفف عن استلام جائزة مشبوهة (الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة) يوم الخميس 16/9/2010. وتدركين أننى وقعت فى نفس ما أحذرك منه بصورة مصغرة، فمدة حكم زوجى لاتعادل ثلث مدة حكم زوجك. ولوعاد بى الزمن ثانية لعلقت المشانق لكل المنافقين الآفاقين الذين يسعون للوصول إلى أعلى المناصب وتحقيق الثروات عن طريق نفاق الحكام وزوجاتهم وأبنائهم. وسمعت أن الدنيا فى جامعة القاهرة قائمة على قدم وساق استعدادا للاحتفال بك فى جامعة القاهرة وقت منحك وتسلمك درجة الدكتوراه الفخرية تقديرا لمجهودات مزعومة. وألفت نظرك، إشفاقا بلا حقد ولاموجدة عليك، ومن خلال تجربة عريضة خضتها، وحياة طويلة مكنتنى من العيش ما يقرب من ثلاثين عاما بعيدة عن أضواء الرئاسة بعد اغتيال زوجى، ألفت نظرك إلى وضعى الآن، وأين المحيطون بى من الماضى، وستكتشفين أنهم ثلة من المنافقين واصحاب المصالح، ولو تغير النظام السياسى الحاكم قبل استلامك الدكتوراه الفخرية أو المخزية (على حد تعبير البعض)، لمنعوها عنك، وصاروا فى ركاب الحكم الجديد، وماذا تنتظرين من آفاقين تأكدوا أن الصعود وتحقيق المصالح يمر عبر بوابة وحيدة اسمها بوابة التفاق؟!! وما كانوا يعبرونها إلا لعلمهم أنها بوابة مصنوعة من معدن النفاق الرخيص الخالص، ومخصصة لأهل النفاق فقط، فى غياب الشفافية وانعدام تكافؤ الفرص.


لكل ذلك أطلب منك أن ترفضين جائزة مشبوهة (الدكتوراه الفخرية)، ومن يؤدى واجبا وطنيا لايستحق عليه لا شكر ولا مكافأة إلا المأجورين والطامعين فى شرف لايستحقونه. واصغِ إلى صوت من قالوا لك لإن يقول الناس رفضت السيدة سوزان مبارك الجائزة خير من أن يقولوا قبلتها، وهى ليست أهل لها. وأنت تعرفين أنك لست مدام كورى (مارى كورى) التى تستحق دكتوراه فخرية على اكتشافها أحد العناصر المشعة وعملت مع زوجها فى الحقل العلمى وحصدوا جائزة نوبل مرتين.


وحتى لا تظنين بى السوء وتعتبريننى حاقدة عليك، أرجو أن تستديرى بوجهك للوراء.. منذ أكثر من ثلاثين عاما، وقت أن كنت أنت حرم نائب رئيس الجمهورية، وتعيشين فى الظل، وكنت أنا حرم رئيس الجمهورية ملء السمع والبصر، وكانت مشروعاتى التى أشرف عليها والمسماه باسمى لا تعد ولا تحصى، ولعلك تذكرين مشروع الوفاء والأمل الذى دشنته من أجل العاجزين صحيا.. بنظرة بسيطة إلى الماضى والحاضر تدركين الفارق.. أن كل ماصنعته من مجد تبخر وكان مرهونا ببقاء زوجى فى الحكم. وتعرفين أكثر من غيرك كيف أنت وزوجك وحاشية الحكم عاملتموننى وأنا فى السلطة، وكيف تعاملوننى الآن.. تجاهل وجحود ونكران للجميل. ولست بنادمة لأننى اكتشفت المعادن على حقيقتها، ولا ألوم أحدا على نفاقه، فلولا أنهم رأوا ثغرات ينفذون منها ما صنعوا ذلك، فالعيب فيمن يستحسن إطراء المنافقين، ويستبد برأيه وينحى القانون، وينفر من كل نصيحة مخلصة وإن كانت جافة. بنظرة بسيطة لحالك معى قبل وبعد تكتشفين الحقيقة المرة، ولو كان هناك وفاء حقيقى لظلت مشروعاتى باقية أشرف عليها حتى الآن، ولتم تكريمى فى غياب سلطة زوجى كنوع من الوفاء.. لكنه النفاق الذى يسلب الألباب، ويدير الرؤوس، ويصدقه ضعاف النفوس.


إذا جاء التكريم من مؤسسة على رأسها شقيق لوزير ولمستشارة ثقافية فى أمريكا -وكأن مصر لم تنجنب سوى هؤلاء الثلاثة- فلا يمكن للمرءأن يطمئن إلى شرف منحه علبة بسكويت وليست دكتوراه فخرية. قريبا جدا، وانا اشتم رائحة التغيير قادمة، ستتأكدين من صدق قولى، فانجو بنفسك وارفضى وافضحى الآفاقيين المنافقين، وإلا صرتى شريكة لهم. تجنبى الشبهات، وحتى لايقال عنك: أن سوزان مبارك فى أثناء حكم زوجها كانت امرأة متجبرة أنانية حاقدة تشتهى كل ما لدى الآخرين وتستحوذ عليه. واعلمى أن الجامعة ليست "محل كوافير" ولا "محل جواهرجى" لتزيين النساء بالمساحيق والجواهر.


أعلم أنك ماضية إلى هدفك المشبوه، وقد تتهميننى بالسوء، عند هذا الحد تذكرى وضعى ومجدى الماضيين فى عز سلطة زوجى الرئيس الراحل، وانظرى إلى حالى اليوم وأنا أرملة الرئيس الراحل. ساعتها تكتشفين حجم النفاق ممن يحيطون بك. قبل فوات الآوان لديك فرصة ذهبية لتعليم المنافقين والآفاقين درسا لاينسى عندما ترفضين الجائزة. وفى أحيانا كثيرة تكون قيمة المرء بما يرفض لا بما يملك. ويحيى باشا ابراهيم لم يخلده التاريخ إلا لأنه خسر الانتخابات البرلمانية التى أجراها عام 1924 وهو الباشا رئيس وزراء مصر آنذاك أمام حسن بك مرعى، والقيمة إعلاء قيمة الشفافية والمصداقية، والترفع عن الصغائر واحترام رأى الأمة على المجد الشخصى الزائل.






ملحوظة: سنلتقى قريبا فى أمريكا ونجتر زكرياتنا، وأتمنى أن يكون حالك أحسن من حالى.


تحياتى


جيهان السادات


حرم رئيس الجمهورية السابق وأرملته حاليا


أنشر هذه الرسالة التى جاءتنى فى المنام، وأعتذر للسيدة جيهان السادات عن النشر قبل المراجعة وبدون استئذان. رسائل المنام لا تنتظر.. تقض المضجع، وتكسر القيود.. تزعج من تنسب إليهم، لكنه المنام والعقل الباطن الذى لا يهدا ولا ينام.


يحيى القزاز


13/9/2010






08 سبتمبر 2010

احي قلبك









 





زَيِّنْ أَفْرَاحَكَ بِالْوَرْدِ



وَتَزَيَّ الزِّيَّ الْفَتَّانَا







وَتَفَتَّحْ مِثْلَ النَّوَّارِ



وَازْرَعْ أَحْلامَكَ بُسْتَانَا







لا تَتْرُكْ نَفْسَكَ تَسْتَجْدِي



فَيُصِيبَكَ هَمٌّ أَلْوَانَا







وَتَعِيشَ الْعُمْرَ مُؤَرَّقَهُ



مَوْصُوفًا صِدْقَا كَسْلانَا







وَسَلامُ النَّفْسِ بِعِفَّتِهَا



كَيْ تَأْخُذَ أَجْرًا وَتُصَانَا







اسْتَعْمِلْ زَنْدَكَ مُحْتَرِفًا



كَيْ تَكْسِبَ عَيْشًا وَأَمَانَا







فَتُعِزَّ يَدَيْكَ وَتُكْرِمَهَا



بِالطُّهْرِ وَتَعْمَلَ كَسْبَانَا







اسْتَعْمِلْ عَقْلَكَ حِكْمَتَهُ



تَحْظَى بِالْخَيْرِ لِتَزْدَانَا







وَالْعَقْلُ سَلِيمٌ وَالجَسَدُ



يبقي بِالصِّحَةِ عَمْرَانَا







اسْتَعْمِلْ عَيْنَكَ فِي كَوْنٍ



تَرْعَاكَ عِنَايَةُ مَوْلانَا







يَزْدَادُ يَقِينُكَ فِي رَبٍّ



لَمْ يَخْلُقْ خَلْقًا نِسْيَانَا







اسْتَعْمِلْ قَلْبَكَ فِي حُبٍّ



تَحْيَا فِي عُمْرِكَ نَشْوَانَا







لا تَخْشَ اللَّوْمَ وَلائِمَهُ



فَتَعِيشَ عَزِيزًا سُلْطَانَا











27 يوليو 2010

يا لك من أخ

ِِ


سنلتَقِي، أُقسِم أنَّنا سنلتَقِي، منذ أنْ قلت لي: سوف تأتي،


وأنا أشعُر أنَّني سألقاك.. على أرضي، على أرضك،


في الحياة الأخرى، سنلتَقِي.


منذ عرفتك عن طريق الوسِيلَة الجديدة للتعارُف المسمَّاة "النت"


 أو "الشبكة العنكبوتيَّة"،


وأنا أشعُر بك وبقربك وبقدومك القريب.. هي شبكةٌ أدخلَتْنِي


 عالمها، وفي شباكها العنكبوتيَّة لا يكون الفكاك منها.


ولكنَّا لا نريد فِكاكًا، مُنصَهِران في جوفها، مُعتَكِفان بداخلها،


 مُؤمِنان بمنهجها.


شيء خيال من وَراء الخيال، من وراء العقل، لا يُمكِن لأحدنا


أنْ يُقاوِم هذا السِّحر، وهذا الشِّعر، وهذا الفرح،


وهذا التخيُّل الجنوني.


أحبُّك، قلتُها لك ألف مرَّة، حكيت لك كلَّ ظروفي،


أنتَظِرك مهما طال العمر، وأنت أيضًا حكيتَ لي عن أحوالك.


متزوِّج نعم.. عندك البنين والبنات نعم.. وماذا ينقصك؟


• أنا شاعر متَّقِد الرُّوح، متمرِّد، أشياء كثيرة أحتاجُها من الأنثى،


 مَن تستَوعِبها تكون؟! و... كنت أنا.


اشتَعلت الجذوة.. كلَّ يومٍ تشتَعِل.. ويَزِيد اشتعالها، وإذا باللهب


 يَتطايَر.. اللهب من مصر إلى فلسطين،


 من غزَّة إلى القاهِرة، فما يُجدِي الصبر، وما ينفَع العقل،


وكيف يكون التصبُّر؟


رجال الإطفاء أنفُسُهم لا يستَطِيعون بخراطيمهم الضخْمة


 ومياههم الغزِيرَة إطفاءَ النار في الحال،


لا بُدَّ من الوقت، ومن الصبر، ومن الأَنَاة.


غنَّاني شعرًا، وغنَّيتُه نبضًا، نثرني على صفحات "الماسنجر"


 ونثرته وردًا وحبًّا، ولما فاضَ كيله أعلَنَها:


قادِمٌ إليك لتتمَّ فرحتي.


• وماذا تفعل بالزوجة والأولاد؟


• اؤمري؟


ياااااه، عذاب آخَر فوق العذاب! أطلب أنْ يتخلَّى عنهم ويموت


 ضميري! لا أقبَل أنْ أحرق كلَّ هذه القلوب من أجل قلبي.


• وقلبي أنا.


• يا إلهي! زوجة ثانية.. وهل كنت أتخيَّل هذا في يوم؟!


 أنا المدلَّلة عند أهلي.. أنا التي طلبني أفضلُ الشباب في بلدي


أكون زوجةً ثانيةً في بلدٍ آخَر.


أين ما كنتُ عليه من إباء؟! من كرامة؟!


الآن أرضَى بنصْف رجل رغم أنَّه كلُّ الحب.


وعمري الذي ضاعَ في انتظاره.. ومَن رفضتُهم وفيهم مَن يَفُوقُه


 وسامةً، وثقافة، وثراء،


وفوقَ كلِّ هذا خلوهم من المسؤوليَّات! يا رب،


أأنتَ كتبتَ هذا الشَّقاء عليَّ أم شيطاني استدرَجَنِي؟


لِمَ خصصتَني بهذا المصير المأزوم؟ ألأنَّني لم أتَّبع منهجك،


 ولم أسدَّ باب الذرائع؟! فتحتُ على نفسي أبوابَ جهنَّم..


جهنَّم في الدنيا، فهل يجتمع عليَّ ناران: الدنيا والآخِرة؟!


ما العمل يا رب العالمين؟ إنَّه في الطريق؛ فتحت حدوده


ومنطلقٌ الآن بحقيبته، قادِمٌ بشوقه، تَسبِقه لهفته!


 يا رب، ما العمل؟! كيف سيصل إليَّ؟!


مَن سيكون في استقباله؟! أنقذني يا رب.


يا إلهي!


يا لها من فكرة جهنميَّة!


أخي.. كم من مرَّة عرَض عليَّ المساعدة، وردَّد:


• إذا شعرتِ بأنَّني أخوك فاحكِ لي.


يبدو أنَّه كان يَشعُر بما أُعانِية كلَّما رفضت


عريسًا لا يُرفَض يُكرِّر كلامه.


حان الوقت، أحكي له الآن، أيوجد غيره يذهب ليُقابله


ويأتي به إلى البيت، ويُقدِّمه لأبي ويُدارِي عليَّ،


ويُؤيِّد طلَبَه قبلما يأخذ أبي فرصةً للتفكير.


والأهمُّ أنْ أكون بعيدةً لا يشكُّ أحدٌ في أمري،


وكأنَّني أراه لأوَّل مرَّة ويَراني، هي فعلاً أوَّل مرَّة،


وهل تَبادُل الصُّوَر يُغنِي ويُعَدُّ مشاهدةً؟!


كم أحببتُ صورته وعشق صورتي!


هو قادمٌ من أجل صاحبة الصُّورة؛ لكي يجمع الصورتين في 


 واحدةٍ مزيَّنة بفرحة الأهل.


أهلي سيُرحِّبون بمساعدة أخي، حتى وإنْ عرفوا فيما بعدُ أنهم


أُرغِمُوا على الموافقة،


أمَّا إذا رفَضُوا فسأُهدِّد بترك البيت.. ربما بالانتحار.. ربما


 بالزواج منه رغمًا عنهم.. ربما.. وربما..


أي تهديدٍ يُخِيفهم مِنِّي عليَّ ويجعَلُهم يُوافِقون رغم ظروفه.


قال أخي: أحتاج لكلِّ التفاصيل.


إصغاؤه شجَّعني على الاستِرسال، وبكلِّ جوارحه استَوعبَنِي،


 وقف على القصَّة من بدايتها لنهايتها.


وقَف على تفاصيل التفاصيل، تعرَّف على الجمل الرئيسة


في حواراتنا، والأيقونات التي نَتبادَلُها،


فرحت جِدًّا باهتِمام أخي واسترسلت.


صحيح، إنَّه الأخ!


مَن غير الأخ للبنت؟! هو سنَدِي في الحياة، وبئر أسراري،


 عُكَّازي وهنائي وكل ما لي.


هو الذي سيزفُّني إليه.. هو.. هو.


قال أخي بعدما سمع واستوعب: لا مانع، متى الوصول؟


ذهب أخي وبقيت بالبيت أنتظره، باللهفة أنتَظِره، بالشَّوْق


 أنتظره، أستَرجِع حواراتنا المكتوبة وأنتظره.


طال الوقت، وفقدت القدرة على الانتظار.


رَنَّ التليفون، صوت أخي.


• اطمئنِّي، كلُّ شيء على ما يُرام، أنا في الطريق.


• يا الله! نال إعجاب أخي، هو نال إعجابي من قبلُ،


لا بُدَّ أنَّه مميَّز للغاية، لا بُدَّ أنه إنسان خارِق،


إنسان رائع، إنسان "سوبر".


اللهفة أعجزَتْني بدلاً من أنْ أنتَقِي فستاني بركتُ كالجمل،


نمتُ في السرير، الرعشة تملَّكتْني،


انزعاج أهلي جعَلَهم يستَعِينون بكلِّ بطاطين البيت.


• يا رب، لا أتخيَّل اللقاء.


أخيرًا سمعت رنين جرس الباب.


سمعت صوت أخي مع والدي.


لم أسمعه يقدِّم أحدًا.


قال والدي:


• أختك مريضة.. أحضر طبيبًا.


• سأراها أولاً.


دخل أخي حجرتي مبتسمًا، جلس بجواري وأنا أنتفض.


• اطمئنِّي، كلُّ شيءٍ على ما يُرام.


سألتْه عيناي بدهشة: أين هو؟


• رجع من حيث أتى.


اتَّسعت حدقتا عينيَّ!


• وجدته غير مناسب، تصرَّفت.


جززت على أضراسي.


• ولا تخافي، لن يتَّصِل بك مرَّة أخرى.


تحرَّكت رأسي!


• أفهمته أنَّ التي كانت تُكلِّمه طوال الوقت هي أنا؛


انتَحلتُ شخصيَّة أنثى وكانت لعبة ممتعة.


قعدتُ على فراشي وضاعَتْ مِنِّي الحمَّى، ونطق لساني:


• وصورتي؟!


• بسيطة، أفهمتُه أنها لفَتاة لا أعرفها.


• ولماذا فعلت هذا؟


• من جملةٍ جاءت منك عفوًا:


• إنَّه قادم فكيف نخذله؟! لم نخذله، أفهمناه أنها لعبة.


• وماذا فعل؟ دهش في البداية، ولكنَّه ضحك، ضحك كثيرًا


 وعاد أدراجه!