17 فبراير 2011

حيوا الشباب





حَيُّوا الشَّبَابَ الْحُرَّ يُحْييهِ الأَمَلْ


هُوَ يَصْنَعُ التَّارِيخَ فَخْرًا بِالْعَمَلْ
:


حَيُّوا الشَّبَابَ وُقُوفَهُ مُتَصَدّيًا


لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ سَاقَ الْعِلَلْ
:


هُمْ يَصْنَعُونَ غَدًا بِرُوحِ فَرِيقِهِ


هُمْ يَأْمُلُونَ حَيَاةَ فَخْرٍ مُكْتَمَلْ
:


هُمْ يَعْبُرونَ الْبَحْرَ رَغْمَ هَدِيرِهِ


لا يَأْبَهُونَ بِرِيحِهِ وَالْمُحْتَمَلْ
:


إِنْ كُنْتَ بَارَكَتَ الْجُمُوعَ مُبَشِّرًا


فَاهْنَأْ فَأَنْتَ الْحُرُّ رُوحًا بِالأَمَلْ
:


وَاهْنَأْ فَقَدْ بُلِّغْتَ نُورًا فِي الْعُلا


وَبِهِ تَوَارَى الظُّلْمُ وَانْقَشَعَ الْمَلَلْ
:


غُيِّبْتَ يَا حُلْوَ اللَّمَى مُذْ جِئْتَنَا


وَنَمَوْتَ مِنْ أجْلِ الْحَيَاةِ، وَذَا الْجَلَلْ
:


أَعْطَوْكَ دَوْرَ الْمُسْتَكِينِ "بِفِلْمِهِمْ"


أَذْهَلْتَهُمْ بِالصِّدْقِ فِي دَوْرِ الْبَطَلْ
:


وَجْهُ الْبَلادَةِ بَائِدٌ إِنْ يَعْتَلِهْ


زُورٌ أَرَادَ النَّصْرَ مِـْن فَوْقِ الجَمَلْ
:


حَيُّوا الشَّبَابَ الْحُرَّ قَدْ قَالَ الْكَلِمْ


لْمْ يُثْنِهِم عنها إلتِفَافٌ أوْ حِيَلْ
:


قَدْ كُانَ حُلْمًا غَائِبًا وَتَحَقَّقَتْ


بُشْرَى الدُّمُوعِ الْجَارِيَاتِ مِنَ الْمُقَلَ
:


كُلُّ الْلَيَالِي النَّازِفَاتِ تَقَهْقَرَتْ


لمَّا أَزَالَ نِدَاؤنَا شرَّ الْهَمَلْ
:


وَرْدُ الْحَدَائِقِ يَاشَبَابِىَ مُزْهِرٌ


لا؛ لَسْتُمُ الصَّبَّارِ بَلْ أَنْتُمْ عَسَلْ
****
............................


إشارة إلى نزول الخيل والجمال في ميدان التحرير بغرض انهاء الثورة.. وفشلوا.*












06 فبراير 2011

انتفاضة الشجر








أنت يا بني من سنين

لمّا انزرعت في طين بلادي

واترويت من نيل عنيها

ميَّه حلْوه سلسبيل

كنت ناوي تطرح الخير اللي فيك

توهبه من جيل لجيل

لكنِ انت فِضلت واقف

كبَّروك

وانت واقف

طرَّحوك

وانت واقف

مثل باقيت الشجر

واقفين سنين

أنت يا بني

فيه كتير زيك شجر

يفرش الضلة شمال

يفرش يمين

زى ما الريح تأمره

وانت واقف في انتظار

صحوة قرار

مين هايفهمني؟

ومِنِّي يستفيد ؟

شرط ينفع بيَّا غيره

بالعدالة

والعداله في إيد جهاله

يحققوها بالرزالة

يقطعوا الفرع اللي مدد فوووووووق

قبل ما يطرح ثماره

يضربوا بيه اللي ينطق

أو يقول: الصح فين؟!

انت فاكر ليك إماره

انت مين انت عشان ترفع عنيك ؟!

انت من ضمن الحثاله

إن أكلت اللقمة من إيدي

توطي لي على إيدي بمحبة وشكرانيه

واذا قلت كاني واللا ماني لقمتك هاتكون هناك

في صنايق البقية

اللي برمي فيها فضلة أكلتي

مع بصقتي

طبعا ف منديلي الورق

أو حتى ترجيعي اللى زاد في معدتي

يا دي القرف

الشجر صعبت عليه نفسه

فميّل وانجرف

معقول أنا أبقى شجر

وأعيش كده من غير شجر

مع الجهالة والغجر

قام الشجر لمّ الشجر

مدّد جذوره وانفجر

آهوطاح في وش اللي فجر

وقال كفايا

انت عيشتك من لحايا

وانت تقوي من عصايا

وانت تدَّاري ورايا

فوقوا بقى وصحصحوا


 حبة بالكياسة

بعد شهرين انتخابات الرياسة

وانت في الكرسي مِتبت

طب ماتعملني الحراسة

بدال حراسة

عشش البوم في دروبها

واستقر

وإن قلنا لا.. يضحكوا

ويقولوا ده الحسد ،

ودا كله قرّ

يحكمونا بالحديد

ويقولولك دول عواله

انت ناسي قبل ما تقعد هناك

موش كنت واحد مننا ؟!

واللا انت حاله

ليه بتنسوا انتوا مين ؟!

لما تتمكن وتعمل لك سياج

تبقى قمة في البسالة

موش هانرجع

إلا وفي عبي معايا كل حقى

حتى لو كسَّرت حُقي

وانت فاكر حقي صعب

لما اقول تغيير قانون دستور بلادي يبقى صعب ؟!

واللا اقول ليه الطواريء والقضاء ع المفسدين دا يبقى صعب ؟!

صلحولنا العيشه حبة !

شغلونا يبقى صعب ؟!

حتى لو فلفصت حبة

بكرة تخضع في تعاسه

بس يومها ماضمنكش

هاتبقي مني

واللا لاجيء بالسياسة








والروح فيها



(وَمِنْ تُونُسَ الْخَضْرَاءِ تَأْتِي الْبَشَائِرُ)* 


وَمِصْرُ تُغِذُّ السَّيْـرَ وَهْىَ تُبَادِرُ
:



فَبُورِكَ شَعْبٌ عَزَّ نَفْسًا وَصَانَهَا


أَبَانَتْ بِأَنَّ الصَّبْرَ وَعْيٌ يُثَابِرُ


:


وَبُورِكَ فَجْرٌ أَوْقَفَ** الذَّوْقَ رَاغِبًا


وَمِنْ بَابِ مِصْرَ الْمَجْدِ يَأْبَى يُغَادِرُ


:


وَبُورِكَ عَصْرٌ أَسْقَطَ السُّوءَ مُجْبَرَا


تَهَاوَتْ جُمُوعُ الْجَوْر؛ إِذْ هُمْ أَصَاغِرُ


:


فَمَنْ شَاءَ فَخْرًا قَدَّمَ الرُّوحَ طَائِعًا


فَهَذَا زَئِيرٌ عَزْمُ جِيلٍ مُغَايِرُ


:


وَمَنْ رَامَ يَنْجُو مِنْ حَضِيضٍ مُؤَكَّدٍ


كَسَتْهُ الْمَعَالِي، أَنْصَفَتْهُ الْمَقَادِرُ


:


أَنَا مِنْ رِيَاضِ الْمَجْدِ ِنِلْتُ غَلِيلَتِي


وَأُشْبِعْتُ إِكْسِيرَ الْحَيَاةِ أُفَاخِرُ


:


فَإِنْ يَحْمِلُوا أَكْفَانَهُمْ فَإِلَى الْعُلَا


قُلُوبٌ تُزكِّينَا.. ورُوحٌ تُؤازِرُ


:


فَفِينَا مِنَ الْبَأْسِ الطَّمُوحِ وَحِكْمَةٌ


وَفِينَا مِنَ النَّارِ الْوَطِيسِ مَخَاطِرُ


:


وَأَكْثَرُنَا يَسْتَنْكِرُ الذُّلَّ وَالْخَنَا


وإِنْ هَدَّدُوا مَسْعاه لَا لَا يُتَاجِرُ


:


وَهَا قَدْ رَأَيْتُمْ ثَوْرَةً ضِدَّ غَاشِمٍ


تَتَالَى هُطُولَ الْخَيْرِ والظَّلْمُ حَاسِرُ


:


فَلا بُدَّ لِلَّيْلِ الظَّلُومِ لِيَنْجَلِي


وَلا بُدَّ لِلْغَدَّارِ يُرْدِيهِ كَاسِرُ


:


فَحيُّوا شَبَابَ الْعِزِّ، عَاشُوا لِمِصْرِنَا


فَهُمْ فِي رِبَاطٍ جَلَّلَتْهُ الْمَآثِرُ


:


فَإِنْ جَاءَ جَهْدٌ بَعْدَ َتُونُسَ يُحْمَدُ


فَفِي عَقِبَيْنَا كَمْ هَصُورٍ يُغَامِرُ


:


لَـَهَذَا شَبَابٌ رَامَ عَيْشًا بِعِزَّةٍ


وَمَنْ شَاءَ ذُلاًّ أَنْكَرَتْهُ الْمَقَابِرُ


:


شَبَابٌ بِطُهْرِ الطُّهْرِ هَبُّوا لِنَجْدَةٍ


أَجَابُوا نِدَاءَ الْحَقِّ لبَّى يُجَاهِرُ
............................


* البيت لشاعر ربما يكون من تونس


** إشارة لمقولة الذوق لم يخرج من مصر ولها قصة.

وسقطت ورقة توت النظام





جاءت الانتفاضة المصرية عفوية من شباب لا هدف له سوى الاصلاح


جاءت نتيجة عهود من الفساد الذي يفوق قدرة العقل على التخيل.


جاءت دون تأييد أو حماية من النخب الحزبية والسياسية، ودون إذن مسبق من أي طرف داخلي أو خارجي.


كانت انتفاضة نظيفة حضارية تحمل كل سمات التحضر والتقدم وتبشر بجيل جديد، قوي واعٍ متحضر وصاحب قضية، شباب جديد بوسائط جديدة، سمى نفسه بشباب الفيسبوك.


تقابل الشباب مع بعضهم البعض دون أن يعرفوا وجوه بعضهم
البعض ولكن تجمعهم القضية والهدف، استطاع هؤلاء الشباب بصمود مهذب وشعارات محددة أن يحصل على مكاسب نادي بها رموز الأمة عشرات السنين ولم يتمكنوا من زحزحة النظام عن صلفه وقوته وتوجهاته وخططه وترتيباته وطموحاته التي لا تحد..


وأنتم تريدون والنظام يريد وهو القادر لعشرات السنين


وهذه القدرة مكنت لاستشراء الفساد بصورة يعجز الشيطان عن القيام بها ولكن استطاعها النظام وأعوانه؛ استطاع تفكيك منشآت البلد وبيعها خردة لتجار الخردة، استطاع أن يحمي سارقي المليارات من البنوك والهرب بها خارج البلاد، استطاع أن يهب أراضي البلد بلا مقابل لأعوانه يثرون من ورائها ثراء فاحشا ينفقونه على المغنيات والراقصات، وابن البلد وصاحب الحق يتدور جوعا وبحثا عن مسكن آمن لا يجد ثمنه، استطاع أن يحمي مستورد الغذاء المسرطن ومنتهي الصلاحية، فامتلأت المصحات بمرضى السرطان والفشل الكلوى، والعلاج فقط القادرين، استطاع أن يحمي قاتل الألاف في مياه البحر، فيعطيه الفرصة للهرب، ويصنف جريمته بالجنحة، استطاع أن يمد عدوه وعدونا بموارد البلد فيتقوى بها علينا ويبارك همجيته على ابن العم، استطاع أن يذل كل فآت الشعب فلم نجد فئة لا تحتج وتقف معتصمة مطالبة بحقوقها، فاحتج الأطباء والمحامون، والصحفيون، وعمال المصانع، وحتى العجزة وذوي الاحتياجات الخاصة احتجوا وافترشوا الرصيف المواجه لمجلسي الشعب والشورى.


كل هذا الاحتقان تراكم وكبر بكثرة السنين وجاءت القشة التي قصمت ظهر البعير بتزوير انتخابات مجلس الشعب الأخيرة والتي كانت فجة ومفضوحة؛ فهذا النظام من سماته الفعل المشين عيني عينك.


وفشلت كل وسائل القمع من قطع الاتصالات أو فرض حذر التجول


أو التصريح للشرطة بالاعتداء على المتظاهرين في وقف مسيرة الشباب والتمسك بمطالبهم..


هذه الانتفاضة الحضارية الشبابية حققت بعض المكاسب وليست كلها، لكنها هزت عرش وأثارت حنق المنتزع منهم هذه المكاسب، فلم يقبل النظام وأعوانه أن يحرم من هذه المكاسب وأن تغل يده وأن تجهض طموحاته، فلم يقبل الرئيس أن يخرج من السلطة دون أن يسلمها لابنه وهو الذي رتب لها بمساعدة شلة المنتفعين لسنوات طوال، ولم تقبل شلة المنتفين أن تحرم من الكعكة وكأنهم لم يشبعوا بعد، فانقلبوا كالغيلان الفاتكة، والوحوش الكاسرة على خيرة الشباب بحرب خسيسة مستعنين بالخارجين عن القانون، والبلطجية والمرتزقة.. وهؤلاء ليسوا بأغراب عن النظام؛ فهم أعوانه في قمع المظاهرات، وفض الاشتباكات، وتزوير الانتخابات، والهتاف باسم الطاغية.


استعانوا بالبلطجية لفض الاعتصام بالقوة وهو الذي كان في طريقه لأن ينفض سلميا كما بدأ سلميا، أمدوهم بالأسلحة البيضاء، وزجاجات الحرائق، والمساندة الحقيرة، دون خشية من إعلام ينقل الحدث لحظة بلحظة، ويسجله التاريخ حيا صادقا موثقا.. ولا وازع من ضمير، فليس لهم قلوب البشر، ولا رحمة الانسان، ولا عقل الحكيم. وكأن النظام القاهر قد وفر ذاخرته وعدته وهجمته ليصبها في صدر ابنه بدلا من عدوه.


استطاع النظام الفاشي أن يقتل فرحتنا بأجيالنا القادمة، وأن يضر نفسه ويلوث ما تبقى من سمعته، وما منحه من تنازلات هزيلة استطاع بها أن يرسم بطولة زائفة، فسقطت ورقة التوت وعجل برحيله.


وتشكلت البطولة الحقيقية لهؤلاء الشباب غير المسلح الذي سقط منه آلاف الجرحى والقتلى، رافضين ترك مواقعهم واصرارهم على مطالبهم، فهم أصحاب قضية عامة لا مصالح خاصة وأدركوا أن للحرية ثمن هى دماؤهم،


ليس أمامنا غير التوجه الى الله ليزيح هذا الكابوس، ويطلع النهار.