08 نوفمبر 2010

تطاول على .. وسب أمي



لماذا غضبتُ من المدعو "ياسر حبيب" الذي سبَّ السيدة عائشة - رضي الله عنها - زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابنة أبي بكرٍ الصِّدِّيق - ثاني اثنين إذ هما في الغار - وأُريد أن أقاضيَه؟
هل لأنه يعتنق فِكرًا غير فكري؟ بالطبع لا، فليعتنق ما يشاء،
هل لأنَّ له وجْهة نظرٍ مختلفة عمَّا أعتقده؟ لا، فليتبنَّ ما شاء من الفكر،
هل لأنه لا يعترف بأبي بكرٍ وعمر وحَفْصة وعائشة؟ لا، فليُعْلِن عدم اعترافه كما يشاء.

ولكن أقاضيه؛ لأنه سبَّني أنا شخصيًّا، وسبَّ أُمِّي، والسبُّ والقذف له عقوبة شرعيَّة وعقوبة قانونيَّة.

أما العقوبة الشرعية، فهي:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 23].

أما العقوبة القانونية، فهي:
نصُّ المادة حسب القانون المصري الذي أنتمي إليه: مادة (306):
"كلُّ سبٍّ يتضمَّن بأيِّ وجهٍ من الوجوه خدشًا للشَّرف أو الاعتبار، يعاقب عليه في الأحوال المبيَّنة بالمادة (171) بالحبس مُدة لا تجاوز سنة، وغرامة لا تقل عن ألف جنيه، ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين".

ونصُّ المادة في القانون الكويتي الذي ينتمي إليه (المادة 209):
"كلُّ مَن أسندَ لشخصٍ؛ في مكانٍ عام أو على مَسمعٍ أو مَرْأى من شخصٍ آخرَ غير الْمَجني عليه، واقعة تستوجبُ عقاب مَن تُنسب إليه أو تُؤْذي سُمعته، يُعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنتين، وبغرامة لا تجاوز ألفَي "روبية"، أو بإحدى هاتين العقوبتين".

ومَن ترَكَ على مرِّ الزمن الذي يَسبُّه في دينه وعِرضه ومُعتقده بلا عقاب؟! هل كان يتسامح أهْلُ الجاهلية مع مَن يسبُّ آلهتَهم، وهي أصنامٌ من حجرٍ وخشب وعجوة؟! حينما عابَ سيدنا إبراهيم الأصنام وكسَّر بعضَها، ماذا فعلوا به؟ ألقوه في النار.

أنا أيضًا لن أتركَ مَن سبَّني بلا عقاب، قد يقول قائلٌ: هو لم يعرفْك ليَسُبّك، أقول: بل يعرفني عندما عرَفَ أنَّه يوجد عددٌ من المسلمين السُّنة، وأنَّ هؤلاء يؤمنون بأن السيدة عائشة - رضي الله عنها - طاهرة مُطهَّرة، وبريئة مُبرَّأة بالنصِّ القرآني الحاكم لي وله، فهي أُمُّهم، ولم يتوجَّس خِيفة بأن يهبَّ كلُّ هؤلاء لنُصرة أُمِّهم بالقصاص منه، فهو أيضًا يستخفُّ بعقولنا نحن أهْلَ السُّنة والجماعة، أقاضيه؛ لأنه لم يسبَّها في جمْعٍ من أهْل مِلَّته، بل أخَذَ سبّها صفة العَلَن حين اتَّخذ مؤتمرًا في ذِكرى وفاتها حشَدَ له وجهَّزَ له كلَّ وسائل النشْر والإذاعة، ليصلَ صوتُه لكلِّ مسلم وغير مسلم في كلِّ بقاع العالم، ويبقى في سريره آمنًا!!

أقاضيه لأنَّه رماها بما ليس فيها من فُحشٍ وتبرُّج وغيبة، بل واتَّهمها بقتْل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يُسمَّى في القانون الوضعي سبًّا وقذْفًا.

فاجتمع مع سبِّها ومع صفة العَلَن أيضًا الكذب والبُهتان والافتراء المشمول باليمين المغلَّظة، فوقَعَ أيضًا في الحَلِف الكاذب.

أهيبُ برجالات الأُمَّة ونسائها أن يأخذَ كلٌّ منهم على عاتقه شخصيًّا مسؤوليَّة أنَّه المعني والمقصود بالسبِّ حين سُبَّتْ أُمُّه، ويجب ألاَّ نستهين بهذا الأمر ولا بهذا القول، وكما قال المثَلُ: إنْ كان عدوُّك نَمْلة، فلا تنم له، الكلُّ يجب أن يجاهدَ بطريقته، ولا بُدَّ وأن نكونَ على قلبِ رجلٍ واحد دون رأْفة ولا هَوَادة، وأنْ يكونَ القصاص بالتعذير؛ حتى يكونَ عِبرة لمن تُسوِّل له نفسُه، ولا يكون هذا الدَّعِيّ المدَّعِي هو بداية لكلِّ مَن أراد أن يُدْلِي بدَلْوه، ويستعرض زلاَّت لسانه.

السباق العالمي







نام المواطن  الأمريكي يوم الاثنين، وعندما استيقظت في الصباح الباكر،
وقطع أحدهم ورقةً من مفكرة الحائط، فوجِئ بأنَّ اليوم الأربعاء.


سأل من حوله: ما يجب أن يكون اليوم؟ قالوا: الثلاثاء.

شَهِقَتْ تلافيفُ مُخِّه وزفرت، ولكن التقويم يشير إلى الأربعاء!

لا بد أنَّ هناك خطأً ما.


ولكن مُذيع التليفزيون يقول: الآن نقدِّم لكم أخبار الأربعاء.

ما زالت تلافيف الدِّماغ تتقلَّص.


اندفع إلى المذياع يقلِّب محطَّاته وهو يردِّد:

معنى ذلك أننا نِمْنا يومًا ونصف اليوم.

أكَّدت الإذاعة أن اليوم الأربعاء، فكان لا بدَّ من الخروج

من هذا الحيِّز الضيِّق إلى عجيج التجمُّعات البشرية،

ونقيق ضفادعها.


وما أن وَطئ الشارع، حتى شعر بالأزمة على أتُّونها،

التساؤل عام، والبلبلة تملأ الأذهان، سمع من يتساءل:

كيف ننام كأهل الكهف؟ 

دقَّق فيه، إنه مزدوج الجنسيَّة المسلم.


المصالح والشركات مرتبكة الحركة،

الوضع غير عادي، فإذا ما اطلعوا على الوقت في العالم الثالث،

 وعرفوا أنهم في يوم الثلاثاء، زادت دهشتهم وحيرتهم.

ماذا حدث؟! والأخطر: لمن يتقدَّمون بشكواهم؟!


لم يطل الوقت، الإعلام الأمريكي الديمقراطي الذي يمدُّ الشعب

بخيوط الحقيقة مهما تعقَّدت،

حلَّ اللغز بإعلانه عن استضافة رئيسهم الجديد

صاحب الفكر الألمعي.


تململ كثيرًا وهو يستمع للرئيس يقول:

نحن الدولة العظمى، نحن السبَّاقون في كلِّ مناحي الحياة،

 نحن أول العالم،

لقد وعدتكم في برنامجي الانتخابي أن نكون الأسبق دائمًا،



فكيف تسبقنا شعوب العالم الثالث بالزمن؟!

كيف يستقبلون اليوم الجديد قَبْلَنا بعدة ساعاتٍ؟!

من فعل هذا الجُرْم بحقِّ قارتنا المعظَّمة؟!

حبس أنفاسه كباقي البشر يحبسون أنفاسهم،

وقبض الطير أجنحته عاجزًا عن الحركة،

بينما الرئيس يكمل:


وها أنا أفاجئُكم بالأمر،

فكما أن الإنجازات العظيمة تبدأ فكرةً في الرأس،

ثم تُدْرس وتتحقق على أرض الواقع؛

فعلى مراكز البحث والفلك والجغرافيا،

والمهتمين بخطوط الطول والعرض:

أن ترتِّب نفسَها وتعدَّ أوراقها،

وتعيدَ حساباتها وتخبر الدنيا بالتوقيت الجديد.


زاغ بصره ولفت رأسه مع الإذاعات،

وهي تعلن عن رفع حالة التَّأهُّب القُصْوى

في مراكز البحث الأمريكي،

مستعينين (برزنامة) العالم وتواريخ البشر.


وهرجت مراكز الأبحاث بعلمائها ومَرجت بمساعديهم،

وسكن الجميع حول موائده المستديرة والمستطيلة،

ثم زفروا زفرةً كإشارةٍ للبدء.


لم تنتظر الناس في قارة أمريكا، ولا في أيِّ مكانٍ من العالم

رأيَ العلماء، ولم يصبروا على أتُّون الحَيْرة حتى تأتيهم الأخبار؛

 بل صاروا يتكهَّنون ويخمِّنون، ويراسلون بعضهم بعضًا،

 مبدين وجهات نظرهم.


رسائل النت صافَّات ويقبضنَ في رحلات مكوكيَّة

بين مؤيِّدٍ، ومعارضٍ، وبين بين.


يقول الأمريكي المتعصِّب:

لنا الحقُّ أن نسبقَ، نحن أَوْلَى بتعديل الزمن،

وقد عدَّلناه بالفعل، واخترعنا (الفيمتو ثانية).

تأتى فورًا رسالة المصري متفاخرًا:

الفيمتو جاء من عقليةٍ عربيةٍ مصريةٍ.


وقرأ جملةَ العراقي وهو يلوح بالحذاء:
نحن من علَّم البشرية الحضارة، وأوَّل من أهدى (شرلمان)

ملك فرنسا الساعةَ، فارتعب منها.


رسالة الأفغاني من خندقه تقول:

وإن سبقوا الزمن، نحن المجاهدون الذين قهرنا السوفييت

والأمريكان، السيف أصدقُ أنباءً من الكُتُب ومن الزمن.


ولم يقف الإسرائيلي المتفرعِن متفرِّجًا، بل أرسل يستنكر:

هل جُنَّت أمريكا وصارت سيدةَ الزمن بلا منازع،

وقبل أن نأذن لها، لا بد من أنها تقصدنا بهذا الفعل؛

 لأننا من سُكَّان المنطقة العربية.

فلتجنِ نتيجة تصرُّفها حسرةً.


ولما فضَّ رسالة الفلسطيني، وجده يتَّهمُ إسرائيل

 بأنها من المخططه، وأن هذا ضمن بروتوكولات صهيون،

أكمل وهو ينحني ليلتقط حجرًا، لن نترك المقاومة وسنبقى.


ويتشف السعودي برسالةٍ جاء فيها:

أنا أفكِّر في الموضوع من زاوية مغايرةٍ تمامًا،

هل لهذه الظاهرة أصلٌ في القرآن الكريم؟


يضحك الأمريكي بنصف ثقةٍ:

كل عِلْمٍ نخترعه يجدون له أصلاً في قرآنهم،

حقيقي أنه يصفُ مراحل تطور الجنين في كلماتٍ معدوداتٍ،

ونحن نفني أعمارنا في بحث ومراقبةٍ، ويتنبَّأ بصعود القمر ويحكي عن انشقاقه قبل مئات من التجارب والفشل،

ومع ذلك فليس له حيلةٌ في هذه المفاجأة.


راحت إيميلات النت ورسالات الماسنجر بالتفسير الديني

وعادت بمفاجأةٍ جديدةٍ.


فجَّرت الصين خبرًا أذهل الجميع،

وها هي ذا تحذِّر أمريكا من مغبة فعلتها:

برغم الصراع التكنولوجي بيننا وبينكم،


إلا أنه من واجبنا أن نقدِّم لكم النصح،

فَرْق اليوم هذا سيؤخِّركم عنَّا عشرات السنين،

يوم بلا عمل، يوم بلا ملامح، وليست النصيحة خالصةً لمحبتكم،

 إنما رغبة ليظلَّ الصراع مستمرًّا، والحافز على الإنتاج موجودًا.


التقط مركز أبحاثهم الفكرة وحسم رأيه:

نعم، نحن نتقدَّم كلَّ دقيقةٍ وساعةٍ، وكل فيمتو ثانية،

وندوِّن منجزاتنا لحظةً بلحظة،

وفي هذه الحالة سيحاسبنا التاريخ عن هذا اليوم،

 كيف سقط دون مبرر أو منجز؟


وما أن وصلت مجموع الآراء إلى صاحب الفكرة الاستباقيَّة،

 حتى جفَّ حلقه، وعقد لسانه،

فأعلن بالإشارة والهمس عن سحب فكرته و.. قَطَب.


05 نوفمبر 2010

بريئة مبرأة

بريئة مبرأة



أُمَّاهُ ذَا قَلْبِي فِدَا *** وَقَضِيَّتِي فِي الْمُبْتَدَا



لاَ أَتْرُكُ الشُّؤمَ الْجَهُو *** لَ وَشَاتِمِيكِ الْحُسَّدَا



يَسْتـَلُّ سُـمَّ لِسَـانِهِ *** غِرًّا عَـيِيّـًا أَرْمـَدَا



يُلْقِي اتِّهَامَ الكَاذِبِي *** نَ وَقَوْلَ فُحْشٍ رَدَّدَا



سَهْمٌ بِكَيْدِ الْمُرْجِفِي *** نَ الْمُغْرِقِينَ تَمَرُّدَا



عَافَ النَّهَارَ وُضُوحَهُ *** عَابَ الطَّهَارَةَ أَجْحَدَا



لَنْ يَنْفُثَ الْغَيْظَ الَّذِي *** يَرْجُوهُ أَمْسِ أَوْ غَدَا



بُرِّئْتِ أُمِّي مِنْ حَقُو *** دٍ عَيْنُهُ تُبْدِي العَدَا



ذُكِرَتْ بِطِيبِ بَرَاءَةٍ *** فِي الأَرْضِ رَدَّدَهَا الصَّدَى



جَاءَتْ بَرَاءَتُهَا هُدًى *** بِالآيِ تُتْـلَى سَرْمَدَا



فِي سُورَةِ النُّورِ الَّتِي *** نَثَرَتْ مَزَاعِمَهُمْ سُدَى



سَمْعًا أَطَعْنَا رَبَّنَا *** أَعَلَيْتَ فِيهَا السُّؤْدَدَا



يَا رَبَّةَ الْعِرْضِ الْمَصُو *** نِ الْعَقْلُ زَانَكِ بالهُدَى



بِنْتُ الكِرَامِ كِبَارُهُم *** يَرْجُونَ فَضْلاً أَمْجَدَا



نِصْفٌ الشريعة عِنْدَهَا *** يَتَسَابَقُونَ تَزَوُّدَا



ما للضَّعِيفِ بِبَابِهَا *** عِنْدَ الوُقُوفِ مُجَدَّدَا



إِلاَّ إِجَابَةُ حَاجَةٍ *** مِنْ كفِّهَا فَاضَ النَّدَى



وَعَطَاؤُهَا مِنْ طِيبِهَا *** دَوْمًا تُمِدُّ بِهِ الْيَدَا



قَالَ الرَّسُولُ بِفَرْحَةٍ: *** جِبْرِيلُ جَاءَ مُؤَيِّدَا



جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَ *** مَ جَبِينُ طُهْرٍ وُرِّدَا



وَأَطَلَّ مِنْ فَوْقِ الْغُيُو *** مِ سِرَاجُ نُورٍ أُوقِدَا



سُقِيَتْ بِنُورٍ بَاهِرٍ *** لَهِجَ الْجَنَانُ لَيَحْمَدَا



خَسِئَ الَّذِي مَا عَابَهَا *** حَتَّى اسْتُذِلَّ مُؤَبَّدَا



هَذَا الدَّعِيُّ مُنَافقٌ *** يجني جَزَاءً أَسْوَدَا



هَذَا الدَّعِيُّ مُبَاهِتٌ *** وَنِضَالُنَا كَيْ يُبْعَدَا



لَمَّا تَشَيَّعَ مُنْكِرَاً *** وَحْيَ السَّمَاءِ وَقَدْ بَدَا



جَمَعَ الْمَحَاسِنَ صَاغَهَا *** بِالْحِقْدِ لَمَّا نَدَّدَا



الوَحْيُ يَنْزِلُ وَالرَّسُو *** لُ بِفَرْشِهَا مُتَمَدِّدَا



لَمَّا أَرَادَتْ عِقْدَهَا *** وَالْجَوُّ كَانَ مُلَبَّدَا



شبَّ النِّفَاقُ بِرَأْسِهِ *** مِنْ جُحْرِهِ كَي يُفْسِدَا



فُرِضَ التَّيَمُّمُ مِنَّةً *** مِنْ أجْلِهَا يَا َسُجَّدَا



عِنْدَ ابْتِلاءٍ خُيِّرَتْ *** بَدْءًا بِهَا مُتَعَمِّدَا



فَمَضَتْ تُجِيبُ وَصَوْتُهَا *** كَالطَّيْرِ فِي رَوْضٍ شَدَا



كَانَ الصَّوَابُ: مُحَمَّدًا *** مَنْ غَيْرُهُ كَيْ أَنْشُدَا؟!



فَحَذَتْ بَقِيَّةُ زَوْجِهِ *** حَذْوَ الطَّهُورِ تَعَبُّدَا



اللهُ زَوَّجَهَا النَّبِيَّ *** الْوَحْىُ كَانَ الْمُوفَدَا



وَتُزُوِّجَتْ بِكْرًا فَأَخْ *** لَى القَلْبُ فِيهِ مَقْعَدَا



قَالَ النَّبِيُّ حَبِيبَتِي *** لا يُؤْذِهَا مَنْ عَرْبَدَا



هُوَ فَرْضُ عَيْنٍ نَصْرُهَا *** مَهْمَا الْمُحِبُّ تَكَبَّدَا



مِنْ أَجْلِ وَاسِعِ جَنَّةٍ *** الْمُؤْمِنُونَ لَهَا فِدَا



كم كَانَ يَسْأَلُ حِبُّهَا *** عَنْ يَوْمِهَا مُتَوَدِّدَا؟



مُسْتَبْطِئًا طُولَ الْغِيَا *** بِ وَإِنْ بِوَصْلٍ أَشْهَدَا



وَلِذَا نَرَاهُ مُوَدِّعًا *** فِي دِفْئِهَا مُتَوَسِّدَا



وَهِيَ الصَّدِيقَةُ وَالْحَبِي *** بَةُ وَالصَّفِيَّةُ مَحْتِدَا



يَا بِنْتَ أَصْدَقِ صَادِقٍ *** عَفَّ اللِّسَانِ مُفَرَّدَا



وَرَفِيقِهِ فِي هِجْرَةٍ *** حَتَّى الْمَمَاتِ مُجَنَّدَا



صَدَقَ النَّبِيُّ جَوَابَهُ *** مَنْ يَسْتَمِيلُ مُحَمَّدَا؟



قَالَ: الْحَبِيبَةُ عَائِشٌ *** يَا سَائِلِينَ عَلَى الْمَدَى



مِنْ أَجْلِ طِيبِ خِصَالِهَا *** بَاتَتْ حَبِيبًا أَوْحَدَا



فَلْيَخْسَأِ الْغِرُّ الْجَهُو *** لُ فَقَدْ تَغَشاهُ الرَّدَى



وَهِيَ الأَثِيرَةُ وَالْوَدُو *** دُ وَنَصْرُها كَيْدُ العِدَا



كَانَتْ وَفِينَا لَمْ تَزَلْ *** أُمًّا لَنَا وَالْمَقْصِدَا