15 مايو 2011

في الهم شرق







عَلَىَ “شَوْقِي” مِنَ الرَّحَمَاتِ دَفْقُ = فإنا "كُلُّنَا فِي الْهَمِّ شَرْقُ"






لَقَدْ زَادَتْ هُمُومُ الشَّرْقِ حَتَّى= تَكَدَّرَ لَيْلُنَا والصُّبْحُ طَبْقُ






تَلَبَّسَتِ الْخَفَافِشُ كُلَّ حَيٍّ = وَزَادَ فَحِيحُ أَضْعَفِهَمْ وَنَقُّ!!






وَعِشْنَا فِي نِظَامٍ لا يُبَارَى= وَسِيمَا الظُّلْمِ عُنْوَانٌ وَعِشْقُ






تَجَمَّعَ فِي الزَّمَانِ طُغَاةُ إنْسٍ = أَشَاعُوا الذُّعْرَ، مَا لِلْقَهْرِ نُطْقُ!










رَضِينَا بِالْمُلُوكِ تَعِيثُ ظُلْمًا = وَشَقُّ الطَّاعَةِ الْعَمْيَاءِ عَقُّ






وَأَنَّ الْحَادِثَاتِ إِذَا ادْلَهَمَّتْ = أبَانتْ فَتْقَ مَا يُخْفِيهِ رَتْقُ






أَتُنْسِينَا الْهُمُومُ مَتَى وَكُنَّا = خِيَارَ النَّاسِ فَضْلا فِيهِ سَبْقُ






أَرَانَا النَّأْىُ عن هَدْىٍ وَدِينِ = صُنُوفَ الذُّلِّ؛ إنا نَسْتَحِقُّ


*****






وَقَالَ اللهُ: لا رِضْوَانَ عَنْكُمْ = وَمِعْوَلُ هَدْمَ مَاضِيكُمْ يَدُقُّ






إِذَا ثُرْتُمْ نَعِمْتُم في حَيَاةٍ = وَإِنْ مِتُّمْ فَلِلْجَنَّاتِ شَوْقُ






أُغيِّرُ.. بَعْدَ تَغْيِيرٍ لَدَيْكُمْ = بَلَى رَبِّي وَهَذَا الْقَوْلُ صِدْقُ






فَكَانَتْ ثَوْرَةُ الشُّبَّانِ دَرْسًا = تُزَلْزِلُهُمْ.. وَنَارُ الْعَدْلِ حَرْقُ






تُذَكِّرُهُمْ بِأَنَّهُمُ عَبِيدٌ = وَمَا فَعَلُوهُ ذَا جُرْمٌ وَخَرْقُ


*****


تَنَاسَى الْمفْسِدُونَ دُرُوسَ مَاضٍ= لَهَا فِي حَاضِرِ الأَيَّامِ عُمْقُ






فَقَارُونُ الَّذِي خَدَعَتْهُ نَفْسٌ! = يُمَنِّيكُمْ! نَسِيتُمْ مَا الأَحَقُّ؟






وَعِنْدَ مَقَالَةِ الْمَزْهُوِّ فَخْرًا = أَتَى بالْمَالِ عِلْمٌ لا يُشَقُّ






فَكَانَ الْخَسْفُ أَسْرَعُ مَا يُلَاقِي = بِأعْيُنِهِمُ، وَلَمْ يَنْقِذْهُ عِرْقُ


*****


تَجَبَّرْتُمْ كَفِرْعَوْنَ ابْتِدَاءً = وَمَا بَيْنَ الزَّمَانِ هُنَاكَ فَرْقُ


فَقَدْ جَمَّعْتُمُ الأَمْوَالَ نَهْبًا = وَلَمْ يَنْفَدْ لِرَبِّ العَرْشِ رِزْقُ


بَسَاتِينُ القُصُورِ لهَا بَرِيقٌ = وَمَنْ يَشْهَقْ بِدَهْشَتِهِ فَحُمْقُ


فَنِلْتُمْ مِثْلَمَا نَالَ انْكِسَارًا = هَدِيرُ الْبَحْرِ فِي التَّحْرِيرِ دَفْقُ


*****


وَعَادٍ أَوْ ثَمُودٍ كَمْ غَفَلْتُمْ = وَقَدْ طَالُوا النُّجُومَ وسُدَّ أُفْقُ


فَإِذْ بِالرِّيحِ تَحْمِلُهُمْ وَتَلْهُو = وَأُمُّ الرَّأْسِ فِي صَخْرٍ تُدَقُّ


كَأَعْجَازٍ تَرَكْنَاهُمْ عِجَافًا = فَمَا مِنْ كَائِنٍ لَهُمُ يَرِقُّ


كَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تَشْهَدْ بِعَيْنٍ = وَمَا نَامُوسُ رَبِّ الْكَوْنِ خَرْقُ


أَلا فَلْتَرْحَلُوا مِنْ دُونِ عَوْدٍ = فَإنَّا صَامِدونَ وَذَاكَ حَقُّ