27 أكتوبر 2011

العنصر الأبهى



وَعَادَ الْعُنْصُرُ الأَبْهَى= يَصُبُّ حَنِينَهُ صَبَّا

يُزَغْرِدُ فِي شَرَايِينِي = وَمِنْ إِغْفَائِهِ هَبَّا 

وَرَفَّ الْقَلْبُ عُصْفُورًا = عَلَى أَطْرَافِهِ شَبَّا

عَلَى لَحْنٍ لَهُ غَنَّى = عَلَى وَتَرِ الْمُنَى صَبَّا

****
وَعَادَتْ لَمْعَةٌ تُضْوِي = تَكُبُّ شُعَاعَهَا كَبَّا

 تُضِيءُ سَبيلَ غُرْبَتِنَا = وَفِي أَنْحَائِهِ دَبَّا

 وَتَأْبَى أَنْ يَغِيبَ سَنًى = وَعِنْدَ نِدَائِه لَبَّـى

وَلَوْ تَدْعُو إِلَى دعَةٍ = مَوَارٌ فِي دَمِي يَأْبَى

****

يَلُفُّ الْجِسْمَ تَيَّارٌ = من الْوِجْدَانِ مُنْصَبَّا

يَرُوحُ يُشَكِّلُ الْأَحْلا = مَ مِنْ أَفْرَاحِهِا عَبَّا

 لَهِيبُ هَوَاهُ مُنْسَكِبٌ = وَسُبْحَانَ الَّذِي نَبَّا

فَفِي يَدِهِ يُقَلِّبُنَا = حَنَاناً مِنْكَ يَا رَبَّا

****

لكل نهاية يستحقها



جاءت نهاية القذافي الأسوأ في الربيع العربي، ولم تأخذ الثوارَ به شفقةٌ ولا رحمة، وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض، وبين بين، ووقفتُ متأملة قدرة الله بحياد دون شماتة ولا أسف؛ ولكن ما أدهشني أن موقعًا أجرى استطلاعًا للرأي يقول:
شاركنا برأيك في هذا الموضوع المهم: هل معمر القذافى مات شهيدًا؟!
ودعمها بملاحظة: على الجميع احترام وجهات نظر الآخرين.
– نعم.
- لا.
- لا أهتم والله أعلم.
هل هو سؤال محير أم بدَهي: هل القذافي مات شهيدًا؟!
الغريب أن معظم الإجابات قالت بأنه شهيد، والتبرير أنه مات على أرض وطنه، وأنه مات بعد قصف الناتو، ومن قال: إنها مؤامرة عربية إيرانية غربية لتصفية القومية، وكثيرون أيضًا قالوا: الله أعلم وطلبوا له الرحمة، والقليل من قال: ليس شهيدا؛ بل هو مجرم مختبئ، قتَّل في شعبه؛ أطفالا ونساء وشيوخًا.
وجاء أحدهم بعبارة: لا أحد له الحق في التعليق سوى الشعب الليبي.
وقال آخر: ارتحت للقتل، ولم أرتاح للطريقة.
أما ما أخرجني عن حيادي، فهو قول أحدهم: الله أعلم به، هل نقدر أن نحدد الشهيد؟!
فقلت: لكننا نقدر أن نحدد غير الشهيد، يستأجر المرتزقة ليقتل شعبه، ونقول شهيدًا؟!
سفك، وسرق، وسحل، واستحل التبنِّي، وحرَّف القرآن، وأنكر الحجاب، ونقول شهيدًا؟!
شنق الطلاب في الجامعة، وقتل في يوم واحد 1200 سجين سياسي، أنفق أموال الشعب في قتل المعارضين في الخارج أو جلبهم للداخل ليتشفى في قتلهم ونقول شهيدًا؟!
هذا غير قصة حارساته الماجدات وما اكتنفها من القيل والقال، ويدَّعي الفقه والإسلام، ونقول شهيدًا؟!
تعمَّد أن يفقر شعبه ويجهِّله ليضمن سيطرته، وترك أموال ليبيا الغنية في أيدي أولاده ينفقونها على ملذاتهم المحرمة، ونقول شهيدًا؟!
أما لمن قال: ولم أرتاح للطريقة فأقول: لكلٍّ نهاية يستحقُّها، وما أخرجه الله من قصره ليميته في جُحر الجرذان إلا لأنه يستحق.