30 يناير 2010

الأصوات





ياللا يا نونه يا صغنونه اتعلمي الأصوات


علشان لما تبقي كبيرة تبقي أحلى م البنات

الكلب يقول هو     

  والمعزة تقول ماء

ماء ماء ماء


والقطـه تقول نو       

 والننـة تقول واء


واء واء واء


وماما تقول بس          

 بس بس بس


دوشتوني


***

جرس الشقة يرن  

والعملة بترن


ترن ترن ترن 


والدبور بيطن      

 والننة بتزن


زن زن زن 


وماما تقول بس 
    بس بس بس

دوشتوني


***


20 يناير 2010

دعوت الله





- أنا يا سيدي القاضي علي خدي شامة.


هاصت المحكمة .. ارتفعت الهمهمة، وتناثرت نظرات الدهشة والفضول..


لكن السيدة أكملت:


- وهذه الشامة نمت فوق خدي بعدما كبرت.. فهي هنا منذ عدة سنوات فقط..

لا العمر كله..

والآن علي جانب من ذقني تنمو أخري.



دق القاضي فوق المنصة ليوقف سيل الهمهمات والتعليقات وقال :


- وهل لذلك صلة بالقضية..؟


أجابت :


- بالطبع يا حضرة القاضي.


- وما نوع الصلة..؟!


- دعائي المستجاب.. في طفولتي كنت ألعب مع فتاة من عمري، زيِّن وجهها بشامتين..

واحدة شامخة فوق خدها، والأخرى تبزغ مختالة علي جانب من ذقنها.


- اختصري من فضلك.


- كان منظرهما يخلب لبي في طفولتي المبكرة.. فأقبلهما وأمسح وجهي بوجهها

 لتنتقل إحداهما إلي خدي بينما صديقتي الصغيرة تضحك وتقول لي:


- قولي يا رب.


- قصتك مشوقة ولكنها تبعدنا عن موضوع القضية.


لم تلتفت السيدة لكلام القاضي واسترسلت:


- من يومها وأنا أقول يا رب، وتصادف في الوقت نفسه أن كانت تزور أمي

سيدة مسكينة تطلب المساعدة ..

فسألت أمي  - ماذا تريد هذه المرأة..؟


قالت: - تطلب صدقة


التفت إلي المرأة وقلت:


- أنت تطلبين حسنة وأنا أطلب "حسنتين"


قالت لي هي الأخرى: - قولي يا رب.






نظر القاضي فوجد الحضور يصغون باهتمام شديد فقال:


- ليكن.. سنظل نسمع حكايتك الغريبة لعلها تقودنا إلي مفتاح القضية.



قالت مطمئنة:


- انزويت في ركن قصي في بيتي وتوجهت إلي الله بمشاعري ودعوته:


" يا رب أريد "حسنتين" واحدة هنا وواحدة هنا.. ولن آكل ،

ولن ألعب مع صديقتي إلا بعد أن تجعل لي "حسنتين" مثلها... "



وكنت كلما انتهيت من دعائي أسرع إلي المرآة لعلي أري الشامة قد لاحت..

فلا أجد إلا أنفا طويلا، وشفة غليظة، وذقنا ملتويا..

وأسمع أمي تشكو  لجارتها من "طرطأة" أذني وفرد شراعهما علي جانبي وجهي

 النحيف جدا.


فتشير عليها الجارة الطيبة بأن تلف رأسي بمنديل يهبط فوق أذني وتربطهما جيدا

حتى تميلا للخلف.



نفد صبر القاضي دق علي المنصة.. ودق.. وقال بضيق:


- كَفَي أرجوك.. كُفْي عن هذا الهراء.. طلبت تنحية المحامي والتحدث بنفسك.

فلم نسمع إلا سفسطة..!!



قاطعته صارخة :


- وماذا يعرف المحامي عما لقيت في حياتي.. أم تريدون محاكمتي بدون دفاع..؟!


من أبسط حقوقي أن أتكلم .. أزيح عن صدري أثقاله.


- لكننا بصدد قضية بعينها.. لقد ضبطوك تحاولين..


قاطعته:


- وهل يأتي أي فعل من فراغ.


- ماذا تقصدين..؟!


- لكل فعل سبب وقد تكون الأسباب قد تراكمت فوق بعضها لسنوات وسنوات،

وفي كل سنة يوما بعد يوم، وفي كل يوم ساعة بعد ساعة، ودقيقة بعد دقيقة.



- زفر القاضي بضيق:


- يبدو أنه لا فكاك لنا اليوم .. استمري.



شخصت عينا السيدة إلي الميزان المعلق فوق رأس القاضي.. وقالت:


- هل تعرف تلك المرأة التي تمسك بالميزان..؟

 
قال بضجر واستخفاف:


- لا.. أتعرفينها أنت..؟!!


- نعم.. إنها أنا.. ألا تعرف لماذا وضعوا هذه العصابة فوق عيني..؟

 
باستهانة أكثر.


- لماذا..؟!


- سألت أبي هذا السؤال من زمن.. فقال:


- معصوبة العينين حتى لا ترجح كفة علي أخري.. فتزن بالعدل.


قال القاضي :


- هذا صحيح ، والدك علي صواب.


- ولكن هذا الكلام لم يقنعني.. فقلت له:


- بل معصوبة العينين حتى يثقل الظلم ولا تراه.



صفق الحضور.. فأكملت بثقة:


- هل تعينون المرأة في منصب القضاء..؟

رد القاضي :


- لا.. فالمرأة لا تزن الأمور جيدا.


- إذن فلماذا تمسك بالميزان.. تصلح وزانة فقط..!! أم هي نية مبيتة..؟


- أية نية..؟!


- نية الشماعة.. تأمل الصورة جيدا.. إنها لا تمسك بالميزان بل هو متعلق بها..

 فهي الشماعة التي يقع علي عاتقها عبء الظلم.


- مازلتُ لا أفهم.


- النية ضد المرأة دائما.. هي تمسك بالميزان وليست بالقاضي..

فإذا رجح الظلم فهي التي تكيل .. وإذا ساد العدل فهي معصوبة العينين،

فلا فضل لها في هذا العدل، ولا حتى متعة النظر إليه.



ضجت المحكمة بالتصفيق..


دق القاضي عدة مرات آمرا بالتزام الصمت.. وقال بحدة:


- جنحت بنا من موضوع لموضوع.. من شامتك إلي والدتك إلي والدك، فالميزان ..

ثم ماذا بعد..؟


- أبي لم يعجبه منطقي.. رغم أنه سماه بالمنطق، فكان يصرخ في:


- طوال اليوم منطق وفلسفة.. ألا تكفين قليلا .. البنت لا يحق لها أن تتفلسف هكذا.

أطرقت السيدة ثم قالت:


- ولكنكم لن تطلبوا مني أن أكف.. يجب ألا تطلبوا ذلك.



قال القاضي:


- ولكننا نطلب منك كلاما يفيد الموقف، ما الذى يمس القضية في كل ما سمعنا..؟


- كله .. كل ما تفوهت به في صلب القضية..

إحساسي بالعجز بسبب العصابة فوق عيني وأنا أمسك بناصية الميزان.. ميزان الحياة..


شعوري بالنقص أمام المرآة ، أنوثتي قيد، وصوت أمي نادبة حظها فابنتها الوحيدة

لن تتزوج لدمامتها قيد، منطقي قيد..

من علم أبي أنه لا يحق للأنثى أن تتفلسف..؟ تنهدت.


- ووسط كل هذا الضباب بدأت بارقة الأمل تلوح لي ..

 رأيتها تبزغ في استقامة نادرة تنفر بكبرياء فوق خدي.. لقد ظهرت الشامة.



قال القاضي بتهكم:


- إذن نهنئك..!


- يجب أن تكون التهنئة مضاعفة.. فقد تزامن ظهور الشامة مع قدومه.


- من..؟!!


- خراط البنات.

 
ضحك الجميع فلم تهتم وأكملت :


- امتلأ وجهي قليلا فحسن من وضع الحواس الثلاث.. أنفي ، وفمي ، وأذني..

واعتدل قوامي فحسن من حواس أمي نحوي.. سمعتها تقول لجارتنا:


- " البنت كبرت وادورت"


- فاتجهت إلي السماء وقلت يا رب، وقر في نفسي أن دعائي مستجاب .. فدعوت الله.


- بماذا دعوته هذه المرة ..؟


- أن يرزقني زوجا .


- ذلك الذي حاولت قتله..؟

- لم تكن المحاولة لقتله.. بل لإنقاذه.


- كيف ..؟!!


- قتل الزوج لا يحتاج محاولة .. فهو يأكل من يدها..

ألا يعلم أن غذاءه في يدها، وأن مماته في يدها.. شفاءه في يدها ، وشقاءه في يدها ..

فلماذا لا تعلمونه هذا الدرس..؟






صاح القاضي:


- ماذا..؟! نعلمه يحذرها..!!


- تعلمونه يقدرها


- وماذا حدث..؟


- لم يقدرني.. أضاف إلي قيودي قيدا أشد قسوة.. ألبسني قميصا من الجبس

تصلب جسدي داخله، وامتد التصلب إلي نفسي وروحي وخواطري.. الإحساس بالعجز هذه المرة كان مدمرا.


- وماذا فعلت..؟


- طالبت بما كنت أظنه حقا لي.. طالبت بكسر القيد.. أتنفس نسيم الحرية.


- فماذا فعل..؟


- لوح لي بالورقة التي وقعناها معا، فطلبت أن نمزقها معا.. اصطدمت بأمر حقيقة في الوجود.. له الحق وحده في أن يمزقها أو لا يمزقها..!!






تصنع القاضي الهدوء وقال:


- فحاولتِ قتله..!


- لا بل حاولت إنقاذه.


- لقد ضبطناك تحاولين............


قاطعته:


- وجلست بجواره أدعو الله أن تأتوا سريعا وتنقذوه من يدي.. وقد كان..!


ألم أقل بأنني مستجابة الدعاء.


زفر القاضي بضيق وقال متحفزا:


- يا سيدتي .. لولا البلاغ من مجهول لكنت أنهيت حياته..!!


- وأنا .. ذلك المجهول.




19 يناير 2010

الفأرة وعلم الكيمياء






 القصة التى فى جعبتى اليوم أعتقد أنها لا تقل عظمة عن القصتين السابقتين


قالت :


قصة الفأرة وعلم الكيمياء أنا متشوقة لمعرفة هذه القصة .


قال أحمد:


 - كانت الفأرة تشرب من الزيت الذى فى أعلى الجرة فنقص الزيت وعز عليها الوصول إليه

 أتدرين ما فعلت ؟


  قالت ندى :


  - هى بالفعل لا تستطيع إمالة الجرة لكى تشرب  ؟


قال أحمد: 


  - لا لم تفعل الفأرة هذا، ولكنها ذهبت وحملت الماء في فمها وصبته فى الجرة.


قالت ندى :


  - أنا أعرف أن كثافة الماء أثقل من كثافة الزيت.
 

 قال أحمد :


 - تمام.. وهذا ما تعرفه الفأرة، فهي عندما تصب الماء في الزيت ينزل الماء إلى أسفل

 ويرتفع الزيت إلى أعلى فتشرب منه.


قالت ندي:
 

  - سبحان الله من علم هذه الفأرة هذه النظرية فى علم الكيمياء.


قال أحمد:
 

 - الله سبحانه وتعالي هو الذى أعلمها، هو الذى خلقها وفطرها كيف تحصل رزقها.
 

ضحكت ندى وقالت:
 

 - وبعد مدة يكتشف أصحاب الجرة أنهم ملأوها بالماء بدلا من الزيت.


قال أحمد:


  - والهدهد أيضا مخلوق عجيب يأتى إلى المكان الذى لا يرى الإنسان فيه شيئا،

فإذا به ينقر بمنقاره الطويل ويستخرج دودة من باطن الأرض فيأكلها.
 

  - ولكن كيف رآها يا أحمد وهى مخفية عن الأنظار؟


  قال علماء التشريح:
 

  - لقد خلق الله للهدهد فى عينيه عدسات متتابعة يخترق بها بعض طبقات الأرض

 ليلتقط رزقه بأمر الله


قالت ندى:


 - لذلك لما جاء لسيدنا سليمان بعد أن اكتشف أن أهل سبأ يسجدون للشمس من دون الله قال:


 «ألا يسجدون لله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض ويعلم ما يخفون وما يعلنون»


نعم فهو يتحدث من منظوره هو حيث أنه يحصل على رزقه المخبوء،

وفى الوقت نفسه يرجع القدرة إلى الله سبحانه وتعالى:


  سبحان الذى خلق فسوى، وقدر فهدى


- في هذا الكتاب الصغير جدا قصص أخري إن شاء الله نقرؤها ونخبر بها أصدقاءنا

 في المرات القادمة   فكونوا فى انتظار خبر من جزر القمر.

القرود تقيم حدود الله







جلست ندى مع شقيقها أحمد يستعرض كل منهما أهم ما قرأه خلال الأسبوع .


قالت ندى :


 - جاء عليك الدور ماذا قرأت خلال هذا الاسبوع يا أحمد  ؟


قال أحمد:


 - لقد تأثرت بقصة النملة الكذابة وبحثت عن قصة مماثلة.


قالت ندى:
 

 - قصة النملة الكذابة، التى عرفنا منها أن النمل لديه أخلاق ولا يقبل الكذب.


قال أحمد:
 

 - نعم واعتقد أن كل المخلوقات ملتزمة بما فرضه الله من أخلاق.


 - إذاَ لديك قصة بنفس المعنى  ؟


 -  لديّ قصة عن القرود وهى تقيم حدا من حدود الله .


  - ليتك تحكيها لى يا أحمد.
 

 - تعلمين أن القرد يحتفظ بزوجته ولا يقبل أن يعتدى عليها آخر.
 

 - نعم .


 - فحدث فى يوم من الأيام أن قردا عجوزا خانته زوجته الشابة مع قرد شاب.
 

والقصة رواها البخارى فى صحيحه، والإسماعيلى فى المستخرج، وهذا نصها.


« عن عيسى بن حطَّان قال:
 

- دخلت مسجد الكوفة، فإذا عمرو بن ميمون الأودى جالس وعنده ناس فقال له رجل:
 

 - حدثنا بأعجب شىء رأيته فى الجاهلية.  قال:
 

- كنت فى حرث لأهل اليمن، فرأيت قرودا كثيرة قد اجتمعت، ورأيت قردة صغيرة تنام بجوار

 قرد عجوز وقد أدخلت القردة يدها تحت عنقه وناما.


وفجأة جاء قرد شاب فغمزها من تحت رأسها، فاستلت يدها من تحت رأس القرد وانطلقت معه


ثم رجعت إلى مكانها وحاولت إدخال يدها تحت عنق القرد العجوز كما كانت.


قالت ندى وهي تحبس أنفاسها:


 - وهل تنبه القرد العجوز ؟

- نعم تنبه القرد وشعر بما حدث، فقام ونادى على باقى القرود وأخذ يشير إليها ،

  فتفرقت القردة وعادت بالقرد الخائن.


- وماذا فعلوا بهما..؟


-أخذوهما إلى مكان كثير الرمل، وحفروا لهما حفرة ثم وضعوهما فيها ثم رجموهما

حتى قتلوهما.
    

قالت ندى:


- هذا شىء عجيب حقا.


قال أحمد:
 

 - يقسم عمرو بن ميمون الأودى قائلا:
 

- والله رأيت الرجم قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم.


- إنها الفطرة يا أحمد التى ترفض الخيانة .


- وفي رواية البخارى أن عمرو بن ميمون رجمهما معهم .


- وهل عندك قصة أخرى ؟


- نعم ولكن سوف أرسل هذه القصة أولا إلى المجلة حتى يستمتع أصدقاؤنا الأطفال بها


  يستمتعون ويعتبرون أيضا.


  - وسوف أقص عليهم فى المرة القادمة قصة  الفأرة وعلم الكيمياء  إن شاء الله.

خبر من جزر القمر




صحت ندى من النوم تصرخ وتقول
   البركان    البركان 
لحقت بها الأم:
-  ماذا حدث يا حبيبتى 
ضحك الأب وقال:
-  أنا أعرف ما بها 
- ما بها بالله عليك
-  لقد كانت تقرأ بالأمس فى كتاب "انظر حولك"

 وفيه موضوع بعنوان خبر من جزر القمر
  - وماذا يقول هذا الخبر
   - تحكى لك ندى بنفسها 
اعتدلت ندى وقالت :
 -  حدث هذا من سنوات حيث رصدت أجهزة البراكين أن بركانا سينفجر فى دولة جزر القمر يوم كذا، وسارع العلماء والصحفيون، والمصورون من أنحاء العالم لمراقبة هذا الحادث وتصويره

قال الأب :
-  وكان بين هؤلاء العلماء فريق من المهندسين الفرنسيين
  فلما وصلوا إلى جزر القمر سمعوا أصواتا،
 فسألوا عن مصدر هذه الأصوات
فقالوا  هذه أصوات المسلمين فى مساجدهم
قال رئيس المهندسين 
  ماذا يفعلون ؟
قالوا يتضرعون إلى ربهم أن يدفع عنهم هذا البركان فلا يثور.
فقال وهل يمكن أن ينصرف البركان المتحقق الوقوع بهذا الكلام؟
 أحضروا لى هؤلاء المسلمين.
قالت الأم 
  سبحان الله.. ربنا قادر على كل شىء 
 قال رئيس المهندسين :
 - إن البركان سيثور فى ساعة كذا من يوم كذا  كما رصدت الأجهزة،
 وكما صورت الغليان تحت القشرة الأرضية فى اتجاهه إلى أعلى
   ولا يمكن أن يتراجع
قال المسلمون :
 - لكننا نؤمن أن الأرض لله، والسماء لله، والكون كله لله،
فالخلق خلقه، والأمر أمره، والحكم حكمه، والقضاء قضاؤه
فلا يكون شىء فى كونه إلا بأمره، ولا يحدث شىء فى ملكه إلا بإذنه،
فإن شاء ثار البركان، وإن لم يشأ لم يثر. 
قالت الأم :
 - طبعا لم يعجبهم هذا الكلام
  قال رئيس المهندسين 
 - افعلوا ما بدا لكم وإن لم يثر البركان دخلت فى دينكم.
  فذهب المسلمون إلى مساجدهم يهرعون إلى ربهم بالتضرع والدعاء
 راجين منه ألا يخزيهم أمام هذا الرجل المنكر لله.
 قال الأب :
 - ولما جاءت ساعة الصفر، والجميع فى انتظار الانفجار. 
  هذا كان وقتا عصيبا ؛ المصورون استعدوا بالكاميرات،
 الصحفيون بالأقلام وأجهزة التسجيل،
 والأقمار الصناعية أرسلت أشعتها للتصوير، والكل مستعد ويحبس أنفاسه
  وكانت المفاجأة أن البركان لم يثر، ومر الوقت،
ومر يوم بعده ويومان وثلاثة أيام ولم يثر البركان
قالت الأم :
- بالطبع شعر رئيس المهندسين بالخزى.
  بل أعلن إسلامه وشهد «أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله»
صاحت الأم:

  الله أكبر   الله أكبر


اكتئاب موثق






اكتئاب موثق



قررت أن أكتئب اليوم.. فحالة اللامبالاة التى أبدو عليها لا تسر



(عدو ولا حبيب) الكل فى صوت واحد مبحوح:



- الحياة متعبة مملة، والمعاناة لا تحتمل، وأنت وحدك تضحكين..!!



لماذا لا تعبرين عن هذا الواقع المؤلم بالاكتئاب،



وأن تتنفسى مثلنا بالتبرم والسأم..!!



لماذا لا تكونين إنسانة متجاوبة مع واقعها.. تعيشين على أرضه..!!



وقفت أمام نفسى ألومها:



- لماذا يا نفسى لا تشاركين الناس همومهم،



فهم لا يرون سببا مقنعا لسرورك المتواصل،



والتعليق بالمزاح على كل كلمة تقال..



هيا يا نفس نتوكل على الله ونعقد العزم على الاكتئاب.



قالت نفسى باستخفاف:



- لا ضير.. هيا أعدينى للاكتئاب.. مصيبة لو اكتشفوا أننى فى اكتئابى أمزح،



وأننى أدعى معايشة الواقع، بينما أعلوا على الأحداث.



قلت لها :



- بالفعل يا نفس تحتاجين لأن أزودك بما يضمن لك اكتئابا موثقا..



ولكن من أين أبدأ..؟ سأطلب القهوة "السادة" واتصفح الجرائد.. ربما..!!



-"مانشيت" الصفحة الأولى.. صندوق النقد الدولى ينتقد اسلوبنا فى الزراعة،



والصناعة، والتجارة و.. التنفس.. يصدر أوامرة .



-التنفس بمقدار على قدر الحاجة، وبإذن منه.



قالت نفسى:



-وما يغضب فى هذا..!! ومن يحب الاصراف فى أى شيء



حتى فى التنفس، ومن يكره أن يتولى أمره صندوق ملآن بالذهب والنصائح..



المثقفون يعترضون .. يتنهدون على الأرائك يجلسون..



لا خوف عليهم فهم يفكرون..



عن المصطلح الأمثل يبحثون، بإذن الله سوف يصلون.



ولكن لماذا الحيرة، وهناك صفحة أعدت خصيصا لجلب الاكتئاب..



(صفحة الحوادث) يجب أن استعين بها فى إنجاز مهمتى الشاقة:



-يهشم رأس صديقه من أجل ربع جنيه.. آه ربع مليون جنيه..



سامحونى فأنا لا أقرأ الواقع.



أكدت نفسى:



-أنا أقدر أن تكون للصداقة ثمن غال كهذا..



ثم أن تهشيم الرأس عادة بشرية قديمة..



فقد هشم قابيل رأس أخيه مجانا، وبلا أى قدر من المال.



-طفل فى الخامسة يتزعم عصابة للسرقة.



هتفت نفسى :



- كتكوت فصيح.. لماذا يقبضون على هذا العبقرى..!!



أيحجرون على الذكاء فى عصر التكنولوجيا.. غيره.



-ضبط مدرس يقوم بترويج الهروين.



قالت نفسى فى استنكار:



- إذا كانت المشكلة فى الجمع بين وظيفتين ..؟



فالوظيفتان فى خدمة العقل.



- تعبيء زوجها فى أكياس بلاستيك..!!



- يفقأ عين زوجته..!!



- يعتدى على ابنته.. على عمته على..



صرخت نفسى :



- كفى كفى.. كرهت نفسي.. لقد امتلأت غما هما..



أصبح لدى قدر لا بأس به من الاكتئاب..



أستطيع الآن مشاركة الجميع فى يومهم القاسى وحزنهم الدائم..



سوداوية أكثر منهم.. !!



-يا إلهى ما هذا الخبر الذى لمع تحت ناظرى فجأة..



ثلاثمائة حريق بمخازن القطاع العام والحكومة احتفالا بموسم الجرد السنوى.!



ها .. ها .. هذا ليس جردا إنه احتفال ساخن جدا.. إنه تطهير عام..



وأيضا مجلس الشورى..!



ها .. ها..



-اعذرونى لا أقدر على منع نفسى من الضحك...!!


بلبل صداح








علي باب حديقتي يحميها


من صعلوك من متسلل


من عين


تؤذيها




ما بال حراس حديقتي اليوم


يريدون تخريب ما فيها


حديقتي مورقة


وطيب هوائها


يحييها


ومن نقر الطيور


وعبث الطفولة


يحميها


حديقتي ناضجة


وثمارها


لا تذهب إلا


لمستحقيها

وفي عصاري كل يوم


وعند جدولها الرقراق


أغنية للحب أغنيها


ومن احترق قلبه


شوقا


أو حقدا


لو وقف عندبابها


ألف عام


لا يمكن


يخطيها


والنار التي أشعلها


لا تحرق إلا


مبديها


وغير البلبل الصداح


لا يسكن


فيها

وبلحن البراءة والطهر


اكتملت

معانيها