28 مارس 2011

الدُّرُوبُ الْمُبْعَدَةْ


:

يَا أَيُّهَا الْقَلْبُ الْمُمَرَّدُ بِالْهُدَى = أَخَشِيتَ بَوْحًا يَسْتَثِيرُ تَفَرُّدَهْ


يَا أَيُّهَا الْعَالِي وَتَخْضَعُ مِنَّةً = أَتَخَافُ مَيْلًا تَحْتَوِيهِ الأَوْرِدَةْ


يَا أَيُّهَا الْمَفْتُونُ بِالْحُسْنِ اتَّئِدْ = أَمَضَيْتَ تُبْحِرُ فِي الدُّرُوبِ الْمُبْعَدَةْ


مُتَمَرِّدًا قَدَّمْتَ عُذْرًا وَاهِيًا = هِىَ رَاحَةٌ تُرْجَى! وَغَيْرُ مُؤكَّدَةْ


هَلْ تَنْطَلِي الأَعْذَارُ حِينَ تَعُدُّهَا؟ = هى فِعْلُ مَنْ جَمَعَ الخَيَالَ وَعَدَّدَهْ


هَذَا اعْتِزَالٌ جَاءَ دُونَ مُرَادِهِ = فَاللَّحْنُ دَرَّبَ نَبْضَهُ كَيْ يُنْشِدَهْ


فَإِذَا ارْتِجَاجُ الْقَلْبِ يُدْمِي نَفْسَهُ = نَفَدَ اصْطِبَارٌ كَانَ قَبْلُ مُقَيِّدَةْ


وَاحْمَرَّتِ الْمُقَلُ المُدَلَّى سِتْرُهَا = فَجَنَتْ عَلَى هَذِي الْعُيُونِ مُسَهَّدَةْ


وَاسْتُنْفِرَ الطَّيْرُ الَّذِي فِي سَكْرَةٍ = عَصَفَتْ بِهِ رِيحُ الشَّمَالِ مُعَرْبِدَةْ


وَالشَّامِتُونَ الشَّامِتُونَ وَوَيْلَنَا = مِنْ غَمْزِهِ مِنْ لَمْزِهِ مَا أَسْعَدَهْ


يَنْسَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَ سَاعِدُهُ التُّقَى = وَلِكِبْرِهِمْ نَارٌ عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةْ


فِي سَجْدَةِ الْقَلْبِ الَّتِي يُهْدَى لَهَا = نُورُ الَّذِي سُبْحَانُهُ قَدْ أَوْجَدَهْ


لَوْلَا رَأَى الْبُرْهَانَ لَأخْتَلَفَ الْهَوَى = هُوَ ذَا الْهُدَى، وَالشَّرُّ رَبِّي أَخْمَدَهْ






























































24 مارس 2011

حكومة لا تؤمن بالتخصص


كلما تأملت حال حكومتي الغابرة ورموزها الماثلين أمام القضاء

رغم ملياراتهم الكثيرة، زادت دهشتي، تلك الحكومة ما كانت

تؤمن بالتخصص؛ فكما يقول أولاد البلد: (بتاع كله).


في قانون الجرائم تخصص؛ فهذا حرامي محافظ، وهذا حرامي خزن،
وذلك خطف، ورابع كسر، وخامس هجام.. و... و...

والغريب أن كلاًّ منهم لا يمكنه التفوق في تخصص غيره،

 تخصُّصه وكفى، والثابت أن كل واحد منهم له منطقة نفوذ

لا يتخطاها، وإلا تعرض للمطاردة من أصحاب المناطق الأخرى.


ولو طلبت من نشّال أن يقوم بكسر خزانة مثلاً،

يعتذر لك قائلاً: ليست من اختصاصي.


وباقي الجرائم تسير على ذات المنوال؛ فهناك من تؤجّره ليقوم

 بدلاً منك بقتل الشخص الذي تريد إزاحته من دنياك واسمه

(قتال قتلا)،
ويؤدي المتخصص في القتل المطلوب، لا أزيد ولا أقل،

 بمعنى أنه لا يقوم بتقليب القتيل وأخذ ما بجيبه،

هو سيأخذ أجره من صاحب الشأن وكفى..

ويكون الحزن والأسف لو أخطأ عياره المطلوب

ونال شخصا آخر غير المقصود

إذ يعتبره بريئا، والحزن هنا يقتضيه شرف المهنة.


وهناك من له حيلة مع الناس يجمع فلوسهم بالحسنى، ويمنّيهم

 بمشاريع وهمية حلالاً طيبًا، ثم يهرب بأموالهم تاركًا لهم الهمَّ

 والحزن، ولوم أنفسهم في عدم أخذ الحيطة والحذر والضمانات!


وهناك من يخالف في رخصة بناء فيبني دورًا أو دورين زائدين

 يحقق من ورائهما ربحًا محدودًا، ولو اضطر لدفع غرامة

 المخالفة وكفى الله المؤمنين القتال.


لا مانع أن يدفع بعض المرشحين لبعض الناس أموالاً وأمنيات

 يريدون تحقيقها؛ لكي يحصل على أصواتهم في أي انتخابات

 خاصة أو عامة، وتدخل أيضا في باب الفساد،

ولكنه فساد محدود؛ لكنه مفيد لهذه الفئة.


هل هناك جرائم غير ما ذكرت؟

نعم هناك جرائم الغش في السلعة، أو الغش في الميزان،

أو الغش في الامتحان.


المهم ما أريد قوله: أن لكل جريمة وفساد في الأرض وجوهًا

 محترفة بذلت الجهد منذ الصغر حتى تخصصت في النوع المطلوب.


ما رأيك لو كان هناك مدرسة مجرد أن يدخلها الشخص يحترف

 في كل هذه الجرائم، ويقوم بكل هذه الأعمال دفعة واحدة لصالحه

 الشخصي، ولصالح معارفه وأصدقائه، وبدلا من أن تفعلها في الخفاء

تفعلها في العلن؛ لأنه لا لوم ولا محاسبة، بل مباركة وسباق وتنافس؟


هذه المدرسة هي الوزارة، وحكوماتنا البائدة محترفة في جميع

 الجرائم بلا استثناء، كل منهم فعل كلاًّ منها،

حكومتنا ما كانت تؤمن بالتخصص شأن صغار المجرمين!


جميعهم سرقوا أموالاً طائلة جرفوا فيها البنوك والبورصة لصالحهم،

وأشهر غيرهم إفلاسه.


جميعهم استولوا على أراضٍ شاسعة بنوا عليها القصور

والفيللات كأنهم سيعيشون إلى الأبد،

وبات غيرهم في المقابر.


جميعهم زيّفوا أصوات الانتخابات، حتى إنهم أقاموا الموتى ليدلوا

 بأصواتهم بدلاً من أصحاب الأصوات المخالفة.

ومات الشرفاء كمدا.


جميعهم استوردوا الغذاء الفاسد والدواء منتهي الصلاحية؛

 لكي يحصلوا على عمولات باهظة مقابل إهدار صحة المواطن،

وزاد من تدميرها المستشفى المجاني.


جميعهم جرفوا الأراضي الزراعية واستوردوا طعامنا وكساءنا

 من نوع رديء؛ ليثروا ويتضخموا!


جميعهم باعوا ممتلكات البلد: منشآت ومؤسسات وموارد، وماء

 وغازًا وآثارا وماء وجه.. و... و


جميعهم اعتقلوا الناس ودمّروهم سحقًا وتعذيبًا حتى الموت،

ولا رجفة عين! ولا خشية من الله.


جميعهم باع الإنسان قطع غيار دون موافقته

لصالح الأغنياء وكسب الأموال.


ولما عجزت بنوك بلدهم عن حمل أموالهم، انتقلوا بها لبنوك

 خارج حدود بلدهم المنهوب،

يرونها أكثر أمانًا وضمانًا.


ابحث عن أي جريمة قتل تجدهم وراءها؛ إما بالتحريض،

أو التنفيذ، أو المداراة!


القتل بالجملة، والاعتقالات بالجملة، والنهب بالجملة،

والغش بالجملة، والجملة بالجملة، حتى ضجّت الجملة منهم!


والأهم أنهم فعلوا كل هذا عيني عينك، لا مواراة، ولا مداراة،

ولا تخفّي، وممن يستخفون، وهم خلفاء الشيطان في الأرض،

المفوضون بدلاً عنه؛ بعد أن تعب من ألاعيبهم التى فاقت قدراته،

فترك لهم الميدان يعيثون فيه فسادًا؛

فإن كان ولابد من حكومات تنهب شعوبها

فيالت أن تكون حكومة تؤمن بالتخصص!






































































20 مارس 2011

أماه



أماه

يقال اليوم عيدك يا أمي؛ لكنك في ذمة الله من عشرين عامًا.

كنت سأتوجه إليك بمقولة: كلَّ سنة وأنت طيبة، وأمنحك قُبلة وهدية.

والآن أتوجه لربي أن يرحمك ويغفر لك، ويجعلك في الفردوس الأعلى.

أدعوه أن يتجاوز عن سيئاتك إذا كنت أسأتي، ويضاعف حسناتك التي لمسناها وعاينَّاها كثيرًا.

أسأله أن يجمعني بك في أعلى عليين، وأن يغفر لي زلاّتي بأمنيتك في.

أدعو لك بعدد أيام عمرك التي لم تبلغك الستين، وبعدد ساعات سهرك علينا، وبعدد دقائق تفكيرك فينا كيف ترفعين من شأننا، وتحجزين لنا مكانًا تحت الشمس، وبجانب الطيبين.

أدعو لك بعدد النصائح التى وجهتِها إلينا بحب وحزم.



أماه

مازلت أعجب كيف كنا نحبك ونهابك في آن؟! وكيف كنا بأمرك في كل آن؟! وكيف كنا لا نتحمّل خصامك أو غضبك على أحدنا؛ فيجثم بين يديك يطلب الصفح، ونلتفُّ حوله في وساطة كى تقبلي رجاه؛ لعلمنا بمقدار أساه!

الآن أجثم بين يدى ربي أسأله لك الرحمة والنور، وأن يدخل على قلبك السرور؛ بقربك منه، وباطمئنانك علينا.

نحن من بعدك يا أمي في انتظار شيء لا نعرف ما هو، وفي شوق لك لا نعرف إلى متى، ولدينا كلام مؤجل لنحكيه لك.



أماه

عودتنا الخشية من الله فنراك تحذرين في كل حين.

علمتنا الأكل الحلال فتحرَّيناه في كل حين.

وعلمتنا الرضا بما قضى الله فحمدناه في كل حين.

وفي كل صباح نرى بسمتك في وجوهنا.



أماه

وأنت في عليائك تريننا ولا نراك، وتسمعيننا ولا نسمعك، وترين أفعالنا ولا تملكين لها ردًّا، وتبصرين مكانك في الجنة – نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدًا - ولا نعرفه؛ فبصرك اليوم حديد.

نسألك: هل تواصلين الدعاء لنا؟

هل تخاطبين ربك من أجلنا؟

هل توسعين لنا بجوارك كما كنت توسعين من قبل؟

هل سؤال ربي بدموعي وشوقي إليك سيبلغني مكانتك التي دلت عليها حسن خاتمتك.

آمين آمين يارب العالمين.







06 مارس 2011

ادخلوها آمنين ..آمنين



 رأيت عجائب قدرة الله في جولة قصيرة حول الأقسام التي تقع قريبة مني، فوجدتني أردِّد قوله تعالى:


{فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} [الحج: 45]،


وقوله تعالى: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}


[آل عمران: 26].


قسم السيدة زينب بما له من قوة وسطوة وهيلمان، وبما له من معمار تاريخي فخيم يزيد من هيبته.. قسم السيدة زينب بجنوده وضباطه ومصفحاته الشامخة الرابضة أمام بواباته.. كل هذا أصبح أثرًا بعد عين.. لم تكتفِ الأيدي الآثمة بحرق المبني وإخراج المسجونين وسرقة الأسلحة، والمكاتب وأجهزة الكمبيوتر.. و.. و.. بل جاءت أيدٍ آثمة أخرى واستولت على أخشابه من أبواب ونوافذ، حتى خشب السقف، وتركته هيكلاً خاويًا محترقًا منهوبًا، مذعورة قواته التي يلازم كل منهم بيته الآن لا يدري ما ينتظره غدًا، بعد أن خرج من جدران حمايته بلا سلاح ولا بدلة، مذعورًا راكضًا!!


المشهد ذاته قسم الخليفة أيضًا بتاريخه العريق وقوته الغاشمة، ولا يتخير عنهما قسم الدرب الأحمر، رغم أنه لايزال يحتفظ بسقفه.


والذي أريد قوله: أن في هذه الأقسام قامت كثير من الجرائم، وانتهكت الكرامات والحرمات، تلك الأقسام وغيرها لو كانت ردت حقًّا لأصحابه مرة، فقد عذبت مظلومين واتهمتهم زورًا مراتٍ ومرات!!


وهؤلاء المذعورون الآن فاقدوا أسلحتهم وبذّاتهم، وقوتهم المادية والمعنوية، كانوا يملكون من القوة والسطوة ما هو كفيل بإلقاء الرعب في قلب من يسوقه حظه العسر بين أيديهم!


يا الله! جهاز بكامله لحماية الفساد والمفسدين، لذلك أعطيت الأوامر بسحب الشرطة نكاية في المتظاهرين؛ وكأن هؤلاء المتظاهرين ليسو من ضمن عملهم، والعلاقة الوحيدة بينهما هى الضرب والأخذ على اليد، أو ننسحب ونوكل الأمر للبلطجية المأجورين ليكثفوا بجوار ترويعهم للآمنين، اعتدائهم على الشباب الذي خرج يطالب للشعب كله بالحقوق والعدالة والكرامة.


ولأنهم أصحاب قضية ومبدأ، ولأنهم خرجوا وأكفانهم على أيديهم، ولأنهم يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم؛ لم ينسحبوا من الجهاد، لا من أمام الشرطة بقنابلها المسيلة للدموع، ولا بنادقها برصاصها المطاطي والحي، ولا بخراطيم مياههم الثقيلة، ولم ينسحبوا من أمام البلطجية بنيرانهم وهراواتهم وسيوفهم وخيولهم ونوقهم!


وكانت قدرة الله أن يفشل جهاز القوة والبطش والقمع، وتفشل أساليب البلطجة والشغب، ويثبت المتظاهرون العزَّل، وينقلب السحر على الساحر.


حرقت جميع الأقسام في ساعة واحدة، وكأنه انتقام من القهر والظلم بهدم معاقل الشر والتبعية بلا رحمة.


وأضيف أن مصر محروسة، وثورتها مؤيدة من الله سبحانه، ونحن نلمس يد الله الرحيمة في كل شيء؛ فقد تمت ثورتها بأقل الخسائر، واستجيبت لطلباتها بروح الود والمحبة من قبل القوات المسلحة، ورغم أن الأيدي الملوثة لاتزال تعمل في الظلام فتحرق وتدمّر كل مكان فيه دليل إدانة؛ مثل مباني أمن الدولة، أو الجهاز المركزي للمحاسبات، وبعض أعمال الشغب لاتزال تتم بصورة أو بأخرى، ، إلا أن مصر لاتزال بخير، أهلها آمنون، وهم وجيشها يد واحدة؛ فادخلوها آمـنين.. آمـنين.




.





03 مارس 2011

الكرسي المجيد .. و .. الأخر المحترم






من أجل الكرسي المجيد يخلع من يجلس عليه كرامته ومبادئه

 ووطنيته، ويذل نفسه لمن هو أكبر منه، ويعتبره وليَّ نعمته.


وبسبب الكرسي المجيد يذبح شعبه ويسيل دماءه أنهارًا، دون

رادع من ضمير، وكأنهم يعيشون أبدًا، وما يحدث لغيرهم لا

يحدث لهم؛ لذلك لا يتعلمون من تجارب السابقين.


نعم الكرسي فقط هو أصل كل بلاء في عالمنا الأهوج.


من أجل الكرسي تهتف الشعوب: يحيا الزعيم، بالروح والدم

 نفديك يا عظيم، أنت فل الفل ونحن لا نستحق كل هذا الكرم منك.


أما لو نطق أحد: نريد كرامتنا وعزتنا، نريد لقمة عيش هنية،

 نريد بعض حرية، فالويل كل الويل.

من أجل الكرسي يصاب حكامنا بنوبات من الصرع والشراهة،

 فينسون دورهم الرئيس من خدمة الشعب والعمل على مصالحه،

 بل يتحول الأمر إلى خدمة أنفسهم ومعاونيهم دون وعي أو ذرة عقل.

وبدلاً من العمل على تنمة الأموال تكدس بالمليارات في خزائنهم،

وتفكيري القاصر لا يدرك الفائدة من تكدس تلك الأموال دون

استثمار، والانسان في زعمي المتواضع لا يأكل أكثر من ملء

بطنه مهما كانت واسعة، ولن يلبس أكثر مما يحيط ببدنه مهما

كان بدينًا، ولن ينام إلا في مساحة ضعف جسمه حتى وإن كان كثير التقلب في الفراش!!

أما الأجواء التي يعيش فيها ويمنحها كل مظاهر الأبهة والعظمة،

فقد تحققت بالفعل، فما فائدة التكديس؟ لا أدري!

والأنكي أنه تكديس ليس عن فائض إنما هو رغم فقر العباد وفساد البلاد،

وتعطل الإنتاج وخراب الذمم وبيع الضمائر و............ و............... كثير.

وعندما يهرب لا يستطيع حمل أثقاله مما كنز، فيتركها وينجو بجلده.

ولأن هذا الكرسي المجيد هو السبب - كما أوضحنا - وجدتني

أرفع يدي بتحية تعظيم وإجلال لكرسي الأوتوبيس.

كرسي الأتوبيس هو الوحيد المحترم.

الكرسي الوحيد الذي تتركه طواعية إذا جاءت محطتك،

والكرسي الوحيد الذي تعزم به على من هو أكبر سنًّا أو أضعف بدنًا،

والكرسي الوحيد الذي يستحقه من يقف بجواره، فلا يأتي أحد من

بعيد يحاول الاستيلاء عليه، إلا إذا سمحت له.

والكرسي الوحيد الذي تعرف أنه ليس ملكًا لك وحدك؛ بل ملكية

عامة يجب المحافظة عليه.

كرسي الأتوبيس يوصلك لغرضك في راحة، دون تكاليف زائدة،

والكرسي الوحيد الذي تدفع له ثمن خدمة يؤديها لك،

لا أن يدفع لك هو من دم الغلابة ثمن تحكمك فيهم.

والكرسي الوحيد الذي يحمي من يجلس عليه من الحسد

والانقلاب والتآمر والخداع.

توصية: ليتكم تصنعون للحكام الجدد كراسي من مثل مادة كرسي الأتوبيس

ثم تدرسون فلسفته في المدارس بعد إصلاح التعليم.

































































إلى أحفاد المختار



إلى أحرار ليبيا العظام.. إلى أولاد وأحفاد عمر المختار


قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا

 الله لعلكم تفلحون).


وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال:


(فرض الله الجهاد لسفك دماء المشركين، وفرض الرباط لحقن

دماء المسلمين,


وحقن دماء المسلمين أحب إليَّ من سفك دماء المشركين).


الرباط: هو الإقامة في الثغور، وهي الأماكن التي يُخشى على

أهلها من الأعداء.


والمرابط: هو المقيم فيها والمعد نفسه للجهاد في سبيل الله،

والدفاع عن دينه، وإخوانه.


(والرباط من أفضل الأعمال)


قال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها)


(والمجاهد من جاهد نفسه لله عز وجل).


(والمرابط من الذين تجري عليهم أجورهم بعد الموت)


(والمرابط يؤمن من الفزع الأكبر يوم القيامة)


(والمرابط يبعث يوم القيامة شهيدا)


(وللمرابط في سبيل الله أجر من خلفه ومن ورائه)


(ورباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل)


(والمرابط لا تمسه النار يوم القيامة)


وهذا ما كان عليه المجاهد البطل عمر المختار


الذي رفع له الجنرال يده بالتحية احترامًا وتقديرًا وهو يعدم.


فاشكروا لهذا الطاغية ظلمه الذي وحَّدكم وجعلكم على قلب أتقى رجل فيكم،


اشكروا له أنه بحماقته - التي سيحاسبه عليها الله ثم التاريخ -


 أخرج معدنكم الأصيل، وإباء نفوسكم، وقوة بأسكم.


فقد استسلمتم كثيرًا كما استسلمنا نحن، وعطلتم - كما عطلنا -


قول كلمة حق في وجه سلطان جائر،


وعطلنا (من رأى منكم منكرا فليغيره).. فلما هببنا نقاوم الظلم ونقاوم الفساد،


كان لابد للظلم والمفسد من المكابرة، ولابد له من التمسك بمغانم لا حد لها،


وسلطة تغري أصحاب النفوس التي تود أن تعيش أبدا.


ولو حصلتم على نصر سهل لفقدتم قيمته ومتعته.


دعواتنا لكم، وقلوبنا معكم، وأنظارنا عليكم، وتأييدنا لمسيرتكم


وقوة عزمكم ، وإعجابنا باحتفائكم بالشهداء حين تطلقون الزغاريد بفوزهم بالجنة.


وأكرر لكم قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا

ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)


وقوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض).


فهذا الدفع ليس فقط لإقصاء الطاغية عن الحكم، ولكن أيضًا

لإصلاح النفوس وشد العزم والتكاتف والتآزر بين فئات الأمة.


فما النصر إلا صبر ساعة


والنصر آت لا محالة






آسفين يا ريس

 إلى الذين يقولون: آسفين ياريس، أقول معهم: آسفين يا ريس؛




آسفين يا ريس؛ أن تركناك كلَّ هذا العمر تعيث في الأرض فسادًا؛



فقد أفسدناك بصمتنا، والساكت عن الحق شيطان أخرس،



فكنت أنت الضحيةَ، ونحن الشيطان.




آسفين يا ريس؛ أن تركناك تكنز المليارات، وترمي بالفتات




 لشعبك، فانقسم بين كادح ومرتش!


العامل الشريف يحمل عدَّته، ويجلس على الرصيف ينتظر


 من يأخذه؛ لهدم حائط، أو تسليك مجاري، ويعود بقروش قليلة،



وكثيرِ إنهاك وتعب.



والموظَّف الشريف ينفجر رأسه في حساباته: كيف ينتهي الشهر



على خير بالمليمات التي يتقاضاها كلَّ ثلاثين يومًا؟!


هذا لو حافظ على طهارة يده.



آسفين ياريس؛ أن تركناك تبيع البلد أرضًا ومنشآتٍ، فصفَّيتها


 لحسابك وأعوانك، وعاش 40% من شعبك في عشوائيات مهينة،



في حفر ومجاري، وبلا آدميّة.


آسفين يا ريس؛ أن تركناك تحكمنا بالطوارئ ثلاثين سنة،



رُمي بسببه الآلاف في السجون،



وضاع مثلهم في المعتقلات دون تهمة أو مبرر.


آسفين يا ريس؛ أننا لم نفهم قدر كلاب الفتك وجهاز التعذيب



الذي مهمّته الضرب حتى الموت لشباب مصر،



وكل صاحب رأي ومبدأ.


آسفين يا ريس؛ أن تركناك تحمي سارقي أموال البنوك،



والهرب بها، بمباركتك وتشجيعك، فانهار اقتصاد الدولة الغنية



صاحبة الحضارة العريقة.


آسفين ياريس؛ أن تركناك تستورد لنا الغذاء الفاسد منتهي الصلاحية،



والدم الفاسد، وتخسف بمن يتكلم ويُظهر الحقيقة الأرض.


آسفين يا ريس؛ أن تركناك تفسد الضمير إلى درجة تعجز الشيطان،



فلم يقف حد السرقة عند حدود المال والأرض؛


بل تعدَّى إلى قلب الإنسان وأعضائه،



فيدخل المستشفى بالزائدة، ويخرج بدون الكلى، أو جزء من الكبد؛


فلم يعد مريض مخدَّر يأمن على حياته بين يدي الطبيب،


ولا مسلوب حق يطمئن إلى قاض، ولا ضعيف يسعى إلى رجل دولة.


آسفين يا ريس؛ فأنت تحمي القاتل وتدين الضحية؛


فلو كان القاتل ابنَ وزير، فالويل لمن يتفوَّه باسمه،



وهناك دائمًا من يتحملها نيابة عنه.



لا أدري أعتذر لك عن ماذا أو ماذا؟! فنحن الذين سكتنا وأنت ضحيتنا؛


وجب الاعتذار:


آسفين يا ريس