بريئة مبرأة
أُمَّاهُ ذَا قَلْبِي فِدَا *** وَقَضِيَّتِي فِي الْمُبْتَدَا
لاَ أَتْرُكُ الشُّؤمَ الْجَهُو *** لَ وَشَاتِمِيكِ الْحُسَّدَا
يَسْتـَلُّ سُـمَّ لِسَـانِهِ *** غِرًّا عَـيِيّـًا أَرْمـَدَا
يُلْقِي اتِّهَامَ الكَاذِبِي *** نَ وَقَوْلَ فُحْشٍ رَدَّدَا
سَهْمٌ بِكَيْدِ الْمُرْجِفِي *** نَ الْمُغْرِقِينَ تَمَرُّدَا
عَافَ النَّهَارَ وُضُوحَهُ *** عَابَ الطَّهَارَةَ أَجْحَدَا
لَنْ يَنْفُثَ الْغَيْظَ الَّذِي *** يَرْجُوهُ أَمْسِ أَوْ غَدَا
بُرِّئْتِ أُمِّي مِنْ حَقُو *** دٍ عَيْنُهُ تُبْدِي العَدَا
ذُكِرَتْ بِطِيبِ بَرَاءَةٍ *** فِي الأَرْضِ رَدَّدَهَا الصَّدَى
جَاءَتْ بَرَاءَتُهَا هُدًى *** بِالآيِ تُتْـلَى سَرْمَدَا
فِي سُورَةِ النُّورِ الَّتِي *** نَثَرَتْ مَزَاعِمَهُمْ سُدَى
سَمْعًا أَطَعْنَا رَبَّنَا *** أَعَلَيْتَ فِيهَا السُّؤْدَدَا
يَا رَبَّةَ الْعِرْضِ الْمَصُو *** نِ الْعَقْلُ زَانَكِ بالهُدَى
بِنْتُ الكِرَامِ كِبَارُهُم *** يَرْجُونَ فَضْلاً أَمْجَدَا
نِصْفٌ الشريعة عِنْدَهَا *** يَتَسَابَقُونَ تَزَوُّدَا
ما للضَّعِيفِ بِبَابِهَا *** عِنْدَ الوُقُوفِ مُجَدَّدَا
إِلاَّ إِجَابَةُ حَاجَةٍ *** مِنْ كفِّهَا فَاضَ النَّدَى
وَعَطَاؤُهَا مِنْ طِيبِهَا *** دَوْمًا تُمِدُّ بِهِ الْيَدَا
قَالَ الرَّسُولُ بِفَرْحَةٍ: *** جِبْرِيلُ جَاءَ مُؤَيِّدَا
جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَ *** مَ جَبِينُ طُهْرٍ وُرِّدَا
وَأَطَلَّ مِنْ فَوْقِ الْغُيُو *** مِ سِرَاجُ نُورٍ أُوقِدَا
سُقِيَتْ بِنُورٍ بَاهِرٍ *** لَهِجَ الْجَنَانُ لَيَحْمَدَا
خَسِئَ الَّذِي مَا عَابَهَا *** حَتَّى اسْتُذِلَّ مُؤَبَّدَا
هَذَا الدَّعِيُّ مُنَافقٌ *** يجني جَزَاءً أَسْوَدَا
هَذَا الدَّعِيُّ مُبَاهِتٌ *** وَنِضَالُنَا كَيْ يُبْعَدَا
لَمَّا تَشَيَّعَ مُنْكِرَاً *** وَحْيَ السَّمَاءِ وَقَدْ بَدَا
جَمَعَ الْمَحَاسِنَ صَاغَهَا *** بِالْحِقْدِ لَمَّا نَدَّدَا
الوَحْيُ يَنْزِلُ وَالرَّسُو *** لُ بِفَرْشِهَا مُتَمَدِّدَا
لَمَّا أَرَادَتْ عِقْدَهَا *** وَالْجَوُّ كَانَ مُلَبَّدَا
شبَّ النِّفَاقُ بِرَأْسِهِ *** مِنْ جُحْرِهِ كَي يُفْسِدَا
فُرِضَ التَّيَمُّمُ مِنَّةً *** مِنْ أجْلِهَا يَا َسُجَّدَا
عِنْدَ ابْتِلاءٍ خُيِّرَتْ *** بَدْءًا بِهَا مُتَعَمِّدَا
فَمَضَتْ تُجِيبُ وَصَوْتُهَا *** كَالطَّيْرِ فِي رَوْضٍ شَدَا
كَانَ الصَّوَابُ: مُحَمَّدًا *** مَنْ غَيْرُهُ كَيْ أَنْشُدَا؟!
فَحَذَتْ بَقِيَّةُ زَوْجِهِ *** حَذْوَ الطَّهُورِ تَعَبُّدَا
اللهُ زَوَّجَهَا النَّبِيَّ *** الْوَحْىُ كَانَ الْمُوفَدَا
وَتُزُوِّجَتْ بِكْرًا فَأَخْ *** لَى القَلْبُ فِيهِ مَقْعَدَا
قَالَ النَّبِيُّ حَبِيبَتِي *** لا يُؤْذِهَا مَنْ عَرْبَدَا
هُوَ فَرْضُ عَيْنٍ نَصْرُهَا *** مَهْمَا الْمُحِبُّ تَكَبَّدَا
مِنْ أَجْلِ وَاسِعِ جَنَّةٍ *** الْمُؤْمِنُونَ لَهَا فِدَا
كم كَانَ يَسْأَلُ حِبُّهَا *** عَنْ يَوْمِهَا مُتَوَدِّدَا؟
مُسْتَبْطِئًا طُولَ الْغِيَا *** بِ وَإِنْ بِوَصْلٍ أَشْهَدَا
وَلِذَا نَرَاهُ مُوَدِّعًا *** فِي دِفْئِهَا مُتَوَسِّدَا
وَهِيَ الصَّدِيقَةُ وَالْحَبِي *** بَةُ وَالصَّفِيَّةُ مَحْتِدَا
يَا بِنْتَ أَصْدَقِ صَادِقٍ *** عَفَّ اللِّسَانِ مُفَرَّدَا
وَرَفِيقِهِ فِي هِجْرَةٍ *** حَتَّى الْمَمَاتِ مُجَنَّدَا
صَدَقَ النَّبِيُّ جَوَابَهُ *** مَنْ يَسْتَمِيلُ مُحَمَّدَا؟
قَالَ: الْحَبِيبَةُ عَائِشٌ *** يَا سَائِلِينَ عَلَى الْمَدَى
مِنْ أَجْلِ طِيبِ خِصَالِهَا *** بَاتَتْ حَبِيبًا أَوْحَدَا
فَلْيَخْسَأِ الْغِرُّ الْجَهُو *** لُ فَقَدْ تَغَشاهُ الرَّدَى
وَهِيَ الأَثِيرَةُ وَالْوَدُو *** دُ وَنَصْرُها كَيْدُ العِدَا
كَانَتْ وَفِينَا لَمْ تَزَلْ *** أُمًّا لَنَا وَالْمَقْصِدَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق