قَالَ: الْقَمَرُ الأَحْلَى فِي عَيْنِي
وَفَتَاةٌ أَرْوَعُ مِنْ ضَوْءٍ
قَالَتْ: أَنْتَ الرَّجُلُ الأَبْهَى
مَا أَرْوَعَهُ نَجْمًا
قَالَ: وَكَيْفَ يُجَمِّعُنَا عُشٌّ وَالْغِرْبَانُ تُحَوِّمْ؟
قَالَتْ: نَنْصِبُ فَخًّا
قال : يَجِيئُونَ بِطعْمٍ يَجْعَلُهَا تَسْمَنْ!!
قَالَتْ: نَدْعُو اللهَ يُسَاعِدُنَا
أَوْ نَقْرَأُ يَاسِينَ عَلَيْهِمْ... وَنُحَسْبِنْ
****
قَالَ: وَكَيْفَ عَلَى شَطِّ هَوَانَا نَمْرَحْ؟!
وَعَلَيْهِ وُحُوشٌ فِي زِىِّ الْعَسْكَرْ
وَالْمَاءُ تَلَوَّثَ بِالْحِقْدِ
مِنْ أَوْحَالِ الْغَادِرِ يَجْأَرْ
- لاَ تَحْزَنْ.. بِنَواةٍ الْمَاءُ..ِ تطَهَّرْ
فِي نَهْرِ الأُمْنِيَةِ الأَعْلَى نَخْتَبِئُ
وَبِمَاءٍ عَذْبٍ نَسْكَرْ
أَوْ نَصْبِرْ
حَتَّى نَشْرَبَ مِنْ نَهْرِ الْكَوْثَرْ
***
- كَيْفَ بِأَرْضِ الْوَطَنِ الْغَالِي نَتَنَقَّلْ؟
وَالأَرْضُ مُلَغَّمَةٌ وَبِمَوْتٍ تَزْخَرْ
وَبِأَوَّلِ خَطْوٍ خَطْرٌ
وَبِثَانِي خَطْوٍ أَخْطَرْ
قَالَتْ: نَحْفِرُ أَنَْفَاقَا بالصَّبْرِِ
نَدْفِنُ فِيهِا مَلْمَحُنَا
وَتَكُونُ لأَوَّلِنَا مَأْوَى
وَتََكُونُ لآخِرِنَا مَعْبَرْ
نَأْتِي بِغِذَاءٍ يُثْمِرْ
وَبِحُبٍّ أَكْثَرْ
وَمَعَ اللَّيْلِ الأَسْوَدِ مَنْ مخبئنا نَهْرَبْ
- : يَا وَيْلِي.. نفقاً
يَا سَيِّدَةَ الْعَنْبَرْ
الأَنْفَاقُ مُحَارَبةٌ وَتُدَمَّرْ
يَبْنُونَ جِدَارًا فَجِدَارًا بِنُفُوسٍ أَصْغَرَ
تَصْغُرْ
قَالَتْ: فَلْنَنْسَ الْحُزْنَ قَلِيلاً.. نَتَغَازَلُ
يَا ذَوْبَ السُّكَّرْ
- السُّكَّرُ فِي حَلْقِي مُرّْ
وَمَرَارُ السُّكَّرِ حَنْظَلْ
قَالَتْ: حَلٌّ مَيْسُورٌ وَوَحِيدٌ
نَتَعَاوَنُ كَيْ يَتَيَسَّر
نَتَمَنْطَقُ بِالطَّمَأ الطَّاغِي
مِنْ حِقْدِهِمُ الأَسْوَدِ يَشْرَبْ
وَنَطِيرُ لِمَوْلاَنَا
نَتَبَخْتَرْ
نَشْكُو مَنْ يَطْمَعْ فِينَا
يَنْصُرهُ خَوْفُ أَغْرَبْ
وَالإِخْوَةُ بَاعُوا الْحَقَّ رَخِيصَا
لَبِسُوا
ثَوْبَ الذُّلِّ الأَجْرَبْ
قَالَ: الآنَ أُحَاوِلْ
الآنَ أَنَا مِنْكِ الأَقْرَبْ
***