15 ديسمبر 2009

أحلام مرتعشة











أنهيت اللمسات الأخيرة.. شكرت مرآتي.. خطوت قافزة.. أتمني لو ينبت ليه جناحان

 فأصل إليه سريعا.



(تفعصت) أناقتي في كتل اللحم البشري داخل الأتوبيس.. الأجساد المكدودة تبعث

بخمائر مقززة.. لو طالت قامتي خمسة سنتيمترات استنشق الهواء القليل السابح فوق

الرءوس.



نسيت أوجاعي وهو يحيطوني بذراعيه.. لو قصرت قامتي خمسة سنتيمترات تغيب

رأسي في صدره وتستريح.




مع حديثه عن عش الزوجية قفزت أحلامي متجاوزة أسوار حديقة الأندلس.. ظلت تعلو

وتعلو.. أرادت أن تخترق الحجب تقرأ المستور.. لو كنت عرافة طلع علي الغيب

وأتعجل الأحلام.




قال:

الرجل الملعون يماطل في تسليمه الشقة.. يطالبه بمزيد من المال.. المركب الصغير

يتهادي فوق مياه نيلنا العذبة.. لو كنت وريثة (أوناسيس) أبني له يختا يحمي حبنا من

 الضياع.




احتميت بصوته :

- أضحي من أجلك مهما تكبدت من مشاق.

لو كنت (ليدي سمبسون) تكون حجم التضحية التنازل عن العرش.




تشابكت أصابعنا.. خطونا فوق أرض مدينتنا المتبرجة.. أضواء.. أبواق.. ماركات

كثيرة لسيارات تداعبنا.. شكرتها.. كم كانت مداعبتها تزيد من تشابك أيدينا

والتحامها!




انعطفنا جانبا.. ما أحن صدره حين التقطني.. التوت ساقي بفضل حفرة صغيرة في

الطريق.




انطلقنا نغني سعيدين.. فجأة تحشرج الصوت.. انحبس.. الأنفاس تتلاحق.. تلاقت

عيوننا في حيرة أدركت حجم التضحية.. ارتخت أصابعنا.. تباعدت.. الطابور

طويل.. طويل.. مرهق.. مهين.. ثمن باهظ لزوج من الفراخ البيضاء.. لو كنت

نباتية!




تجاوزنا الطابور.. ضاع الطريق.. افتقدنا لهفة الأيدي جبنا الشوارع في صمت..

البسمة باهتة والنظرة شاردة.




اصطدمت بصبي يلعب بالكرة.. اكتشفت أنهم كثيرون.. الوقاحة في ألفاظهم.




شاهدت هذا الرجل وأمثاله أكثر من مرة.. يقف علي ناصية طريق أو وسط ميدان..

يهذي.. يشكو.. يفصح حينا ويغمغم أحيانا.. يلتف حوله الناس.. يقولون مجنونا

يقولون مسكينا.. يقولون كان رجلا محترما و.. مطحونا.




صافحت عيوننا لافتات السينما.. ( أنا وهو والمستحيل) والمستوردات عطور وأدوات

تجميل.. واجهات المحال تفصح عن أنواع الموبيليا الفاخرة.. مفروشات.. عصائر..

مأكولات سوبر.. هززنا كتفينا معا.




ازدرد ريقه :

- مر وقت طويل.. سبع سنوات كاملة.

تهدج صوتي :

- والعمر يضيع والشباب ينزوي.

قال :

- ولا بارقة أمل.. خذي طريقا مختلفا قد تدركين ما فات.




وقف كل منا في نهاية طابور طويل في ميدان التحرير في انتظار سيارات

الميكروباص.. التف الطابور والتوي وما عاد يري أحدنا الأخر.




انزويت في حجرتي.. تكورت علي نفسي.. اجتررت ما حدث ألف مرة.. طوابير..

لعب كرة.. مماطلة.. جنون.. تشرد.. زحام.




واجتررته ألف مرة بالعكس أحلام مرتعشة.. أصابع خائفة.. بساط أخضر مهترئ..

مياه نهر تجهل المصب..و.. سبع سنوات.. شعرت بالاختناق.. الاختناق.. لو كنت

لم أولد.











هناك 11 تعليقًا:

شاعر سبيل يقول...

أقف هنا مرتعشا برعشة الأحلام خائفا بخوف الأصابع مندهشا من روعة الأسلوب منزعجا من مرارة الواقع ضائعا من ضياع الأمل حزينا من لوعة الفراق داعيا أن يصلح الله أحوالنا

نادية كيلانى يقول...

الشاعر النبيل شاعر سبيل

سعدت جدا بمرورك الكريم وتعليقك

الرائع.. داعية معك أن يصلح الله

أحوالنا ويولى علينا من يخشى الله ورسوله

تحيتى وتقديرى

mhmdwahab يقول...

الاستاذة نادية
كانت مفاجاة رائعة الجمال مرور حضرتك وتعليقك بمدونتى.
لكن لماذا نفقد الامل لماذا لا نكون اذكى منهم ومن الظروف السيئة التى احطونا بها. ولى بعض الملاحظات المهمة
ان ازمة الزواج توجد فقط بين فئات الطبقة المتوسطة والمثقفين عموما من اهل المدن والعاصمة القاهرة لما لهم من طلبات و وضع معين فى المعيشةمما يودى ذلك الى تاخر سن الزواج او عدم الزواج اصلا.اما الفئات الفقيرة و خصوصا الريفين فلا يهتمون كثيرا بمعاير و متطلبات الزواج مثل المثقفين
وعلى سبيل المثال فقد لاحظت الاتى فى المنطقة التى اسكن بها كثير من االابراج السكنية ولكل برج سكنى لة بواب خاص بة غالبا بيكون متعلم تعليم متوسط وبيكون متزوج و معة من الاولاد اثنين او ثلاثة كل ذلك فى غرفة بجوار السلم كذلك اجد الكثير من الشباب من الريف المصرى يقومون بتاجير شقق سكانية بنظام القانون الجديد فى المدن الجديدة وغالبا ما تكون زوجتة تعمل هى الاخرى او ان تكون زميلتة فى العمل.والسوال هو لماذا يتمسك المثقفون واصحاب الطبقة المتوسطة باحلام صعبة المنال لماذا لا ناخذ من ديننا الحلال وناخذ من الغرب و فقراء مصر المثل والقدوة فى الارتباط بدل و عوضا عن الانتظار العقيم ولنا فى فيلم الزواج على الطريقة العصرية لحسن يوسف و سعاد حسنى اكبر مثل وقد قدم هذا العمل منذ الستنيات من القرن الماضى اعتقد ان الزواج والانجاب حتى ولو بدون مكان افضل من الزواج العرفى و الانواع الاخرى المحرمة وافضل من لا شىء.

mhmdwahab يقول...

و انا اركز على الطبقة المتوسطة لكونهم اكثر الناس تعلما و ثقافة و قادرين على نقل المبادىء والعلم والافكار الى ورثتهم وليكن من الابناء واحد او اثين وان يكون هناك شروط وقيود على الرجل من اجل الانفاق على ابناوءة ولا يكون مستفيدا فقط وهى مراحلة وقد تبتسم لهم الايام لسكن مستقل وانا اقترح ان يبداء هذا مع كل من تعدى الثلاثين بدون زواج

mhmdwahab يقول...

لا احب ان اكون مزعجا لكنى احمل دعوة اليكى.يسعدنا ويشرفنا قدوم حضرتك الى اكبر مول وسوق تجارى على الانترنت سوبرماركت حيث يباع و يشترى كل شىء

http://mhmdwahab.blogspot.com

محمد عبد الوهاب

mhmdwahab يقول...

( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ( 40 ) ) . كل عام وانتم بخير و جميع المسلمين

نادية كيلانى يقول...

الفاضل محمد عبد الوهاب

جزيل الشكر على اهتمامك وكثير رسائلك ودعوتك الكريمةوأحب أن أراك فى باقى أجزاء المدونة.
بخصوص المول التجارى هل يمكن التعرف منك على بعض تفاصيله وإن شاء الله أحاول الاشتراك

وكل عام وأنت بخير ونتمنى سنه هجريةتصحح فيها أحوال المسلمين

تحيتى وتقديرى

لـمـا فـانـوس يقول...

"انزويت في حجرتي.. تكورت علي نفسي.. اجتررت ما حدث ألف مرة..."
و ألف ألف مرة....
ربما هكذا هي الحياة، تتركنا الأحلام وترحل بعيدا حتى نظن أنها لم تكن.
أتحفينا أرجوك بالمزيد.

نادية كيلانى يقول...

الأخت الصديقة اللذيذة لمى

سعدت بوجودك في منزلنا العامر

لكى تزينيه بلمسات الأنيقة

شكرا حبيبتى وتحياتى

لـمـا فـانـوس يقول...

العفو يا رائعة النصوص القريبة من القلوب، حينما أقرأ نصوصك، أجد من يتحدث عن نفسي التي عجزت عن التعبير، عن فرحي أو حزني ، عن قوتي أو عجزي، عن الحب مرة والوطن مرة أخرى، عن كل شيء حتى في قصص الأطفال...
كلماتي ليست مجاملة، ولكن الحق يقال:
أنـت رائـعة...

نادية كيلانى يقول...

حينما أقرأ نصوصك، أجد من يتحدث عن نفسي التي عجزت عن التعبير، عن فرحي أو حزني ، عن قوتي أو عجزي، عن الحب مرة والوطن مرة أخرى،
******

أهلا لمى فانوس

حبيبتي الغالية .. الفن الصادق هو ما يخرج من القلب فيستقر في القلب

والنسانية كلها مشاعرها واحدة

مودتى دائما