06 مارس 2011

ادخلوها آمنين ..آمنين



 رأيت عجائب قدرة الله في جولة قصيرة حول الأقسام التي تقع قريبة مني، فوجدتني أردِّد قوله تعالى:


{فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} [الحج: 45]،


وقوله تعالى: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}


[آل عمران: 26].


قسم السيدة زينب بما له من قوة وسطوة وهيلمان، وبما له من معمار تاريخي فخيم يزيد من هيبته.. قسم السيدة زينب بجنوده وضباطه ومصفحاته الشامخة الرابضة أمام بواباته.. كل هذا أصبح أثرًا بعد عين.. لم تكتفِ الأيدي الآثمة بحرق المبني وإخراج المسجونين وسرقة الأسلحة، والمكاتب وأجهزة الكمبيوتر.. و.. و.. بل جاءت أيدٍ آثمة أخرى واستولت على أخشابه من أبواب ونوافذ، حتى خشب السقف، وتركته هيكلاً خاويًا محترقًا منهوبًا، مذعورة قواته التي يلازم كل منهم بيته الآن لا يدري ما ينتظره غدًا، بعد أن خرج من جدران حمايته بلا سلاح ولا بدلة، مذعورًا راكضًا!!


المشهد ذاته قسم الخليفة أيضًا بتاريخه العريق وقوته الغاشمة، ولا يتخير عنهما قسم الدرب الأحمر، رغم أنه لايزال يحتفظ بسقفه.


والذي أريد قوله: أن في هذه الأقسام قامت كثير من الجرائم، وانتهكت الكرامات والحرمات، تلك الأقسام وغيرها لو كانت ردت حقًّا لأصحابه مرة، فقد عذبت مظلومين واتهمتهم زورًا مراتٍ ومرات!!


وهؤلاء المذعورون الآن فاقدوا أسلحتهم وبذّاتهم، وقوتهم المادية والمعنوية، كانوا يملكون من القوة والسطوة ما هو كفيل بإلقاء الرعب في قلب من يسوقه حظه العسر بين أيديهم!


يا الله! جهاز بكامله لحماية الفساد والمفسدين، لذلك أعطيت الأوامر بسحب الشرطة نكاية في المتظاهرين؛ وكأن هؤلاء المتظاهرين ليسو من ضمن عملهم، والعلاقة الوحيدة بينهما هى الضرب والأخذ على اليد، أو ننسحب ونوكل الأمر للبلطجية المأجورين ليكثفوا بجوار ترويعهم للآمنين، اعتدائهم على الشباب الذي خرج يطالب للشعب كله بالحقوق والعدالة والكرامة.


ولأنهم أصحاب قضية ومبدأ، ولأنهم خرجوا وأكفانهم على أيديهم، ولأنهم يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم؛ لم ينسحبوا من الجهاد، لا من أمام الشرطة بقنابلها المسيلة للدموع، ولا بنادقها برصاصها المطاطي والحي، ولا بخراطيم مياههم الثقيلة، ولم ينسحبوا من أمام البلطجية بنيرانهم وهراواتهم وسيوفهم وخيولهم ونوقهم!


وكانت قدرة الله أن يفشل جهاز القوة والبطش والقمع، وتفشل أساليب البلطجة والشغب، ويثبت المتظاهرون العزَّل، وينقلب السحر على الساحر.


حرقت جميع الأقسام في ساعة واحدة، وكأنه انتقام من القهر والظلم بهدم معاقل الشر والتبعية بلا رحمة.


وأضيف أن مصر محروسة، وثورتها مؤيدة من الله سبحانه، ونحن نلمس يد الله الرحيمة في كل شيء؛ فقد تمت ثورتها بأقل الخسائر، واستجيبت لطلباتها بروح الود والمحبة من قبل القوات المسلحة، ورغم أن الأيدي الملوثة لاتزال تعمل في الظلام فتحرق وتدمّر كل مكان فيه دليل إدانة؛ مثل مباني أمن الدولة، أو الجهاز المركزي للمحاسبات، وبعض أعمال الشغب لاتزال تتم بصورة أو بأخرى، ، إلا أن مصر لاتزال بخير، أهلها آمنون، وهم وجيشها يد واحدة؛ فادخلوها آمـنين.. آمـنين.




.





هناك 5 تعليقات:

د. محمد فتحي الحريري يقول...

سيدتي البتول
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد :
كما تعرفين فانا ضد العنف بطبعي وتربيتي وتجربتي ، ورغم هذا وجدتني منحازا الى رايكم ، ومما شجعني قولكم :
انتقام من القهر والظلم بهدم معاقل الشر والتبعية بلا رحمة.


اللهم احم مصر واهلها وحوزة الاسلام والمسلمين .
لكم الشكر والدعاء والله الموفق ...

د. محمد فتحي الحريري يقول...

بيان واجب

ارمت بانني ضد العنف بيان اسلوبي بالحياة والتغيير

لكنني غيرت رايي امام ادلة الكاتبة الفاضلة ، وهي ليست من انصار العنف طبعا ، لكنها ممن يجيد قراءة الاحداث واستخلاص العبر !
حقا ان الاديبة الكاتبة خاضت غمار التجربة بينما نحن متفرجون ، ومن ذاق عرف ، اما نحن المتفرجون فتلاميذ في مدرسة التغيير ومدرسة التحرير ومدرسة البطولات والامجاد والوطنية المصرية
هنيئا لكم اخوتنا المصريين بما انجزتموه والله معكم ..
تحياتي لكم سيدتي مجددا ودائمـــــا

لمى فانوس يقول...

قال تـعـالى:((فلـما دخلوا على يـوسف اَوى إليه أبويـه وقـال ادخـلوا مـــصر إن شــاء الله اَمنـــــين))صـدق الله العـظيم
{يوسـف:99}

أستاذتي الطيبة نـادية،،
مـصر بإذن الله اَمنة على مر الزمـن، وستفشل خططهم وحيلهم مهما عاثوا في الأرض فساداً وبلطجة، وكل هذه الأفعال والحماقات ما هي إلا مخلفات النظام السابق وبقايا فساد..

لوحة رائعة من التلاحم وانسجام الأحلام والريشة والألوان بين الجيس والشعب المصري الطيب..
اَمـنة يا مصر...
سندخلها اَمنين... نعم اَمنيـــــــــن.

نادية كيلانى يقول...

الفاضل محمد فتجي الحريري

القصاص ليس عنفا بل هو ارجاع حق

وردع للغير.. وهذه التجربة أوقفتنافي خشوع واعتبار أمام قوله تعالى (يعز من يشاء ويذل من يشاء..) والذي أذله الله هو الذي اختار لنفسه مصيره ونهايته.. بعد أن أمهله الله كثير عله يعود

شكرا لك استاذي العزيز

نادية كيلانى يقول...

صديقتي العزيزة لمي

نعم مصر محروسة ونتيجة ثورة مصر غير نتائج غيرها حماية من الله تعالى، والجيش الذي حمى ثورتنا تسخير من الله سبحانه،
وشبابنا الذي نظفوا ودهنوا الميدان بعد الثورة هو توفيق من الله سبحانه،
وكل شيء جرى في مصر تم برعاية الله سبحانه
فادخلوها آمنين مطمئنين