11 مارس 2012

عملوها الصغار.. وسقط فيها الكبار



هذه حقيقة لا ننكرها، ونراها رَأْيَ العين، قام الشباب الطاهر

بثورة نظيفة سلمية، تهدف إلى تغيير الأحوال من السيء إلى

الأحسن،

قام الشباب الطاهر يرفض الظلم، ويُبغض البغي، ويدفع الشر،

خرج الشباب الطاهر بأيدٍ خاوية، وصدور عارية، ورؤوس

 حاسرة، أحرج الكبار فانضم إليهم مساعدون مسالمون متعلمون

من جيل جديد، كل الجديد، جيل رفض الخضوع والمسالمة

والمهادنة وأنصاف الحلول.
قام الشباب الطاهر يقدِّم دمه الطاهر، أو نور عينيه، أو عضوًا

من أعضائه، يرفع عاهته وسامًا وشرفًا، لا عجزًا وضياعًا، وقف

صامدًا في الميدان يواجه الرصاص والجمال والبغال والحمير،

والغازات وضخ المياه!
صامدًا يواجه الاتهاماتِ والتلفيقاتِ والتعديات!
صامدًا حتى عجز صمود الظلمة والقتلة، فانهاروا وسقطوا واحدًا

تلو الآخر، حتى سقط الرأس الحجري.
وبعد أن فرح الشباب الطاهر، وفرَّح الشعب كله، قام ينظف

الميدان، يزيل آثار عدوان جرائم المجرمين المعتدين، ويبقى آثار

الفاتحين الغازين صورًا لشهداء في وجوههم البراءة، وفي

أعينهم المستقبل وهم أموات.
تركوا ميدان ثورتهم أجمل مما كان، وذهب كل لبيته، ولعمله،

تاركًا كل شيء خلفه تامًّا نظيفًا مأمولاً، فماذا حدث؟
الذي حدث هو أن سقط فيها الكبار.. اكتشف الكبار أنهم الصغار،

أنهم غير قادرين على حماية ما أنجزه الصغار، فشلوا في أن يظل

النظيف نظيفًا، والسلمي سلميًّا، والتضحية مباركة، جلبوا

لأنفسهم بأنفسهم طرفًا ثالثًا خفيًّا، وهو معلوم،

تجبَّر عليهم وهو ضعيف، شرس في أفعاله لغياب قلبه وضميره،

تقوَّى عليهم بارتخاء القبضة وضعف الهمة، وبطء الحركة!
هذا الطرف الثالث الذي لم نعثر له على أثر، لا في أحداث محمد

محمود، ولا في أحداث
مجلس الوزراء، وأخيرًا: في الاعتداء على جمهور مسالم راح

يشجع ناديه في مباراة كرة قدم، ليس إلا!!
هذا الطرف الثالث خرَّب ودمَّر، وأوقع الطرفين في بعضهما

البعض.. بأمواله استأجر القاتلين والمخربين، ليس من أجل

 الحفاظ على مكاسبه، ولا طمعًا في منصب أو سلطة، هو يعلم

أنها بعيدة المنال؛ بل من أجل إماتة الفرحة في العيون، وانكسار

القلوب، والندم على ما حصّلناه من إنجازات، وإشعار المنتصر

بالهزيمة، وببخس ما حصل عليه.
لماذا يا من تملكون القرار والقوة أنتم بهذا الضعف؟! لماذا يا من

بيدكم عقدة الأمر أضعتم العهد؟! لماذا يا من استأمناكم ضيعتم

الأمانة؟!
اقبضوا على الطرف السائب، وحاكموا الطرف المربوط، وأنجزوا

الوعود، واحفظوا العهود؛ فسوف تسألون - ورب العزة - عن

دابة عثرت في طرف الأرض: لمَ لمْ تُعبدوا لها الطريق؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اي والله ستسألون :
" وقِفوهم انهم مسؤولون " ولكن للاسف هناك من لا يؤمن بهذه الحقيقة ، واذا ما ذكرناه بها سخر منا معلنا ان هذا سلاح الضعفاء ...
انه سلاح المؤمنين الواثقين بنصر الله تعالى والواثقين بأن الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الارض ..
تحياتي لكم حاجة نادية والله يرفع قدركم ويرعاكم مولاتي .
د.محمد الحريري