صحت ندى من النوم تصرخ وتقول
البركان البركان
لحقت بها الأم:
- ماذا حدث يا حبيبتى
ضحك الأب وقال:
- أنا أعرف ما بها
- ما بها بالله عليك
- لقد كانت تقرأ بالأمس فى كتاب "انظر حولك"
وفيه موضوع بعنوان خبر من جزر القمر
- وماذا يقول هذا الخبر
- تحكى لك ندى بنفسها
اعتدلت ندى وقالت :
- حدث هذا من سنوات حيث رصدت أجهزة البراكين أن بركانا سينفجر فى دولة جزر القمر يوم كذا، وسارع العلماء والصحفيون، والمصورون من أنحاء العالم لمراقبة هذا الحادث وتصويره
قال الأب :
- وكان بين هؤلاء العلماء فريق من المهندسين الفرنسيين
فلما وصلوا إلى جزر القمر سمعوا أصواتا،
فسألوا عن مصدر هذه الأصوات
فقالوا هذه أصوات المسلمين فى مساجدهم
قال رئيس المهندسين
ماذا يفعلون ؟
قالوا يتضرعون إلى ربهم أن يدفع عنهم هذا البركان فلا يثور.
فقال وهل يمكن أن ينصرف البركان المتحقق الوقوع بهذا الكلام؟
أحضروا لى هؤلاء المسلمين.
قالت الأم
سبحان الله.. ربنا قادر على كل شىء
قال رئيس المهندسين :
- إن البركان سيثور فى ساعة كذا من يوم كذا كما رصدت الأجهزة،
وكما صورت الغليان تحت القشرة الأرضية فى اتجاهه إلى أعلى
ولا يمكن أن يتراجع
قال المسلمون :
- لكننا نؤمن أن الأرض لله، والسماء لله، والكون كله لله،
فالخلق خلقه، والأمر أمره، والحكم حكمه، والقضاء قضاؤه
فلا يكون شىء فى كونه إلا بأمره، ولا يحدث شىء فى ملكه إلا بإذنه،
فإن شاء ثار البركان، وإن لم يشأ لم يثر.
قالت الأم :
- طبعا لم يعجبهم هذا الكلام
قال رئيس المهندسين
- افعلوا ما بدا لكم وإن لم يثر البركان دخلت فى دينكم.
فذهب المسلمون إلى مساجدهم يهرعون إلى ربهم بالتضرع والدعاء
راجين منه ألا يخزيهم أمام هذا الرجل المنكر لله.
قال الأب :
- ولما جاءت ساعة الصفر، والجميع فى انتظار الانفجار.
هذا كان وقتا عصيبا ؛ المصورون استعدوا بالكاميرات،
الصحفيون بالأقلام وأجهزة التسجيل،
والأقمار الصناعية أرسلت أشعتها للتصوير، والكل مستعد ويحبس أنفاسه
وكانت المفاجأة أن البركان لم يثر، ومر الوقت،
ومر يوم بعده ويومان وثلاثة أيام ولم يثر البركان
قالت الأم :
- بالطبع شعر رئيس المهندسين بالخزى.
بل أعلن إسلامه وشهد «أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله»
صاحت الأم:
الله أكبر الله أكبر